Saturday, June 2, 2018

حقيقة القرآن تبشر بالمسيحية الحقيقية[6]

بسم الله

حقيقة القرآن تبشر بالمسيحية الحقيقية....6

تكلمنا في المقال السابق عن بعض المعتقدات والممارسات من وجهة النظر المسيحية ، وسنكمل في هذا المقال بعض باقي المعتقدات والممارسات، من وجهة النظر المسيحية، ومن حيث اختلفت فيها وجهات النظر المسيحية. ثم بعد ذلك في مقالات لاحقة نناقش، في حوار جدلي، ما هي المسيحية الحقيقية؟، والتي بدورها هي هي الإسلام الحقيقي ، وهي هي اليهودية الحقيقية، وهي هي الهندوسية الحقيقية، وهي هي الطاوية الحقيقية. ثم بعد ذلك نناقش المسيحية الحقيقية من حيث القرآن كنص مقدس يشهد للمسيحية الحقيقية.

إذا كانت المسيحية بوضعها الحالي تمنح الوعي بنسبة 80% ، فإني أزعم أن المسيحية الحقيقة ستكمل ال20% ، لتصل بنا إلى 100% ، مؤيَّدة بالكتاب المقدس وبالقرآن.

سنتكلم في هذا المقال عن الرِّقّ ، الخلاص، الخلق من العدم أو من مادة سابقة أو من الله.

الرِّقّ:

العبودية، وفق ما يوحي به التاريخ، هي قديمة، منذ أقدم القدم وهي قائمة، لم يخل منها شعب من الشعوب. وبالتالي فهي حاضرة، وبقوة، في التاريخ العبري، وفي العهد القديم. وكذلك في التاريخ المسيحي، وفي العهد الجديد.

في العهد القديم كان هناك نوعين من العبيد ، العبريين ، غير العبريين . معاملة العبيد العبريين ، والتشريعات الخاصة بهم ، كانت تختلف عن معاملة العبيد الغير عبريين، والتشريعات الخاصة بهم. ويوجد في العهد القديم تشريعات خاصة بكلا الصنفين.فرصة نوال الحرية بالنسبة للعبيد العبريين كانت قائمة، فقد كان العبد العبري يمكنه نيل الحرية من سيده العبري في العام السابع ، أو في سنة اليوبيل. انظر لاويين25:(39-46)، ومواضع أخرى في العهد القديم.

في العهد الجديد، الرق والعبودية كانت حاضرة أيضاً في العهد الجديد، انظر غلاطية28:3 ، انظر 1كورنثوس22:7 ، أفسس9:6 ، فليمون10:(10-17).
بعض العبيد المسيحيين وصل لدرجة الأسقفية، كمثل انسيموس الذي أصبح أسقفاً، وكمثل كلستوس الذي كان عبداً وترقى في سلم الكهنوت حتى صار اسقف روما(217-222).

ومع ذلك ظلت العبودية قائمة 18 قرن منذ مجئ المسيح، وكان هناك من يؤيد الرق في بداية المسيحية، كأكثر الشخصيات المسيحية في تلك الفترة، مثل القديس أوغسطين. بينما عارض استمرار الرق شخصيات مثل القديس باتريك.

وبعد ذلك بقرون عديدة حينما تشكلت حركة إلغاء الرق في جميع أنحاء العالم، عملت الجماعات التي تنادي بإلغاء العبودية لتسخير التعاليم المسيحية لدعم مواقفهم، وذلك باستخدام كل من ....روح المسيحية والحجج النصية ونصوص الكتاب المقدس ضد العبودية.

يرى البعض أن المسيحية بشكل عام والبروتستانتية بشكل خاص، ساعدت على إنهاء الرق في جميع أنحاء العالم. لكن على كلٍّ لا يوجد نصوص واضحة وصريحة في العهدين القديم والجديد تدعوا لإلغاء الرق ، للعبريين وغير العبريين على حد سواء، والمسيحية ظلت 18 قرن من الزمان تبيح الرق، ولم تسعى لإلغائه.

في المسيحية، العبودية هي الإستعباد للخطية ، و الحرية هي التحرر من الخطية. والمؤمنون كلهم إخوة في المسيح ف(ليس عبد ولا حر، لأنكم جميعا واحد في المسيح يسوع) ، لكن مع ذلك، وكما قلنا، العبودية ظلت قائمة 18 قرن من الزمان ، في البلاد المسيحية، وفي وجود المسيحية، التي هي من الأديان المحترمة، بعقائدها وتشريعاتها وأخلاقها.


الخلاص:

الخلاص هو التحرر الروحي والأبدي الذي يمنحه الله للذين يقبلون شروط التوبة، ويعلنوا إيمانهم بالرب يسوع المسيح.

الخلاص= دخول ملكوت السماوات
الخلاص= دخول الجنة

الخلاص بالمعنى الأوسع هو: التحرر من المعاناة والخطيئة والخطر.

وفقاً للمفهوم المسيحي، كل البشر سقطوا وأعوزهم الخلاص، انظر رومية18:1 ،12:3 ،23:3 . والخلاص صار متاحاً من خلال حياة وموت وقيامة الإنسان يسوع المسيح.

هل الخلاص للمؤمنين وحدهم أم للعالم أجمع؟
في ال 600 سنة الأولى من عمر المسيحية كان يوجد 6 مدارس لاهوتية، أربعة من هذه المدارس كانت تُعَلِّم الخلاص العالمي، لكل البشر، أي أنهم كانوا يونيفرساليست Universalists ، ومدرسة كانت تعلم الخلود المشروط Conditional immortality، ومدرسة كانت تعلم الجحيم الأبدي.
نرى من آباء الكنيسة الأوائل من كان يتبنى ال Universal salvation :
العلّامة أوريجن
مدرسة الإسكندرية
كليمنت السكندري
غريغوريوس أسقف بيصص.

في القرن السابع الميلادي القديس إسحق السوري والعديد من آباء المسيحية في القرون الوسطى تبنوا الخلاص العالمي.
في القرن السادس عشر، الأغلبية كانت تعتقد في خلود الروح والعقاب الأبدي في الجحيم، لكن البعض كان يعتقد ب الخلاص العالمي Universal salvation .

في القرنين ال17 ، 18 كان هناك تواجد ل الخلاص العالمي.

بعض الخلاصيين كان يعظ بأنه قبل الخلاص النهائي يوجد عقاب للأرواح الخاطئة.

في القرون 19،20،21 ، منشأ تيارات تمثل الخلاصية.

إذاً الخلاصة، هناك أربع وجهات نظر تمثل الخلاص:
1-الخلاص للكل، الخلاص العالمي.
2-الخلاص للكل، بالإضافة ل عقاب الأرواح الخاطئة أولاً.
3-الخلود المشروط، الذي لن يخلد سوف ينتهي إلى العدم.
4-الخلاص للبعض دون البعض، هذا البعض الذي لن يخلص سوف يعاني العذاب الأبدي.

الخلاص بالإيمان وحده أم بالإيمان والأعمال:

يوجد رأيان فيها في المسيحية، الخلاص بالإيمان وحده ويمثله البروتستانت ومن لف لفيفهم، الخلاص بالإيمان والأعمال ويمثله الكاثوليك والأرثودوكس ومن لف لفيفهم. ومن الواضح أن الإخوة المسيحيين كانوا عاطفيين في هذه المسألة ولم يُحَكِّموا صوت الحكمة ، فالحكمة تقول أن مجرد الخلاص أو التبرير أو التبرئة يكون بالأعمال فقط ، أما المستويات الأعلى، كالتمجيد مثلاً، فإنه يلزم الإيمان بجانب العمل، فالإخوة المسيحيون فهموها بطريقة معكوسة، أو هكذا أوحى لهم النص المقدس!!!. فيكون الأمر هكذا: التمجيد بالإيمان و العمل معاً ، أما مجرد الخلاص فبالعمل وحده. أما مسألة الإيمان بيسوع في قبول الكفارة النيابية فهي منحة ولن تتكرر.

أيْ أنه في ملكوت السماوات ستكون التبرئة وفقاً للأعمال ، أما المزايا الزائدة عليها(على التبرئة) فستكون بالإيمان (ليس المراد الإيمان بيسوع وإنما مطلق الإيمان) وبالأعمال. وملكوت السماوات هو الصورة المثالية للعالم الأرضي، لا أكثر ولا أقل.


الخلق من العدم أو من مادة سابقة(أزلية) أو من الله:

المسيحية السائدة(أرثودوكس-كاثوليك-بروتستانت) تقول بالخلق من العدم.

المورمون يقولون بالخلق من مادة أزلية، فالروح كان لها وجود قبل الحياة الأرضية، ثم تغادر الجسد عند الموت ثم تتحد بالجسد مرة أخرى بلا انفصال آخر. الروح وفقاً للمورمون متشاركة مع الله في الأزلية.

العلامة أوريجن قال بأن الأرواح خُلقت قبل خلق الأجساد بفترة من الزمان، لكنها على أي حال مخلوقة.

بعض المسيحيين يعتقد ب ال Creationism ، وهي أن الله خلق روح لكل جسد، وكل الأرواح خُلقت مباشرة من الله.

البعض يرى و يعتقد ب ال Traducianism ، حيث الروح الأولى، روح آدم، هي التي خُلقت مباشرة من الله، ثم تُشتَق الأرواح التالية من أرواح الآباء.

أسبقية وجود الروح تمت إدانته كهرطقة من مجمع القسطنطينية الثاني سنة 553م.

استدل العلامة أوريجن على أسبقية خلق الروح على خلق الجسد برومية 9:(11-14)، و ب إرميا5:1 .

ال Pantheism و ال Pan-en-theism يفيد الخلق من الله، أي أن الكون بكل مكوناته، ما عدا الأرواح، هو تجلٍ، ظهور، لله. أيْ الخلق من الله ، وطبعاً هذا الإتجاه هو اتجاه التصوف المسيحي. من القائلين بوحدة الوجود الخلاصيين و التوحيديين والكنيسة الكاثوليكية الليبرالية.

وهكذا هناك ثلاث نظريات في الخلق، لكل منها فريق يؤيده من الإخوة المسيحيين وهي:

Creatio Ex Nihilo =التيار السائد ، الخلق من العدم
Creatio Ex Materia =المورمون ، الخلق من مادة سابقة
Creatio Ex Deo =التصوف المسيحي ، الخلق من الله

نكمل باقي عناصر الموضوع في المقالات التالية.
صلاح الحريري.
شكراً.

حقيقة القرآن تبشر بالمسيحية الحقيقية[5]

تكلمنا في المقالات الأربع السابقة عن بعض المعتقدات والممارسات التي اختلف بشأنها إخوتي المسيحيون ، حوالي 17 معتقد وممارسة ، تكلمنا عنها ، ونرجو أن نكملها إلى 25 معتقد وممارسة. أظن أن 25 جزئية معتقدية وممارساتية (عقائدية-شرائعية-أخلاقية ) ، إذا ما بحثناها جيِّداً، ووصلنا فيها إلى الصواب ، فإنها تؤسس لاتجاه مستقى من المسيحية بشتى مذاهبها، وكما قلنا بأن المسيحية من الأديان شبه الوعيِيَّة، أى التي تمنح الوعي نوعاً ما. هذا الإتجاه المستقى، هو قديم حديث في نفس الوقت، قديم لأنه لن يخرج من آراء الطوائف والمذاهب المسيحية على تنوعها. وحديث لأنه توليفة جديدة ، مبنية على المنطق، مبنية على 1+1=2 . من أخذ بها أخذ بأسباب الوعي واليقظة.

وكما قلنا، وكما سنوضح، أن هذه التوليفة القديمة الحديثة، هي ما ينادي به القرآن، أيْ هي حقيقة القرآن، أيْ هي القرآن بالفهم الصحيح .

المعتقدات والممارسات التي تكلمنا عنها في المقالات الأربع السابقة هي:

1-التثليث
2-لاهوت المسيح
3-صلب المسيح
4-الخطيئة،الخطيئة الأصلية،الطبيعة الساقطة للإنسان
5-الشيطان والجحيم
6-شرب الخمر
7-لحم الخنزير
8-حفظ السبت
9-تعدد الزوجات
10-الطلاق
11-الجنة
12-الجن والملائكة
13-المال والنظام الإقتصادي
14-الزنا
15-آلية فهم الكتاب المقدس ( الرمزية-الحرفية )
16-إعادة التجسد Reincarnation
17-وحدة الوجود Pan-en-theism

وسوف نكمل الحديث عن باقي المعتقدات والممارسات في هذا المقال وما يليه.
فسنتكلم عن:

18-الوداعة في المسيحية ومقاومة الشر
19-الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،الإيجابية والسلبية
20-القَدَر
21-الرِّقّ
22-الخلاص
23-الخلق من العدم أو مادة سابقة أو من الله
24-المَطْهَر
25-الحسد والسحر

الوداعة في المسيحية ومقاومة الشر:

متى29:11 "احملوا نيري عليكم، وتعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم"
يجب تأديب المقاومين: 2تيموثاوس2:(23-26)"والمباحثات الغبية والسخيفة اجتنبها، ......مؤدباً بالوداعة المقاومين، عسى أن يعطيهم الله توبة لمعرفة الحق. فيستفيقوا من فخ إبليس. إذ قد اقتنصهم لإرادته"
يجب على الرعاة أن يؤدبوا المقاومين، ويجب أن يُعزل العضو الفاسد، لئلا يؤثر على بقية الأعضاء. لأن :"خميرة صغيرة تخمر العجين كله"1كورنثوس6:5 .
عدم مقاومة الشر:
متى39:5 "لا تقاوموا الشر. بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً"
متى40:5 "من أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضاً"
لكن الكتاب يقول أيضاً "قاوموا إبليس فيهرب منكم" يعقوب7:4 ،
فههنا يقصد بالشر المشاجرة والعدوان مع الآخرين، أما مقاومة الشر بمعنى مقاومة الخطية، فهي واجبة.
يقول الكتاب، يعقوب4:(6-7)"......إن الله يكابر المتكبرين وينعم على المتواضعين فاخضعوا لله، وقاوموا إبليس يول عنكم هارباً" ، ويقول أيضاً "إن جاع عدوك فأطعمه وإن عطش فاسقه، لأنك إن فعلت هذا تجمع جمر نار على رأسه. لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير"رومية12:(20-21).

وهكذا ، فمقاومة السَّفَه ، الدفاع عن العِرْض، والدفاع عن الدم ، فالتعليم الكتابي ،العهد الجديد،لا يوضح بخطوط فاصلة كيفية التعاطي معها، فقد عفى المسيح عن الزانية الممسوكة في ذات الفعل . والعِرْض والدماء هذه أمور دونها الموت.
لكن العهد الجديد يقول بأن هناك خطيئة للموت ، وخطيئة ليست للموت . أظن أن الأعراض والدماء من الخطايا التي للموت.

أما سقطات،زلات، الإخوان فنصبر عليها ونسامحها ولا نبكت فاعلها ، وفي ذلك نتشبه بالمسيح" الذي إذا شُتم لمن يكن يشتم عوضاً، وإذا تألم لم يكن يهدد، بل كان يسلم لمن يقضي بعدل"1بطرس23:2 .
الوداعة لا تعني الجبن، بل هي الشجاعة في حد ذاتها، المسيح عليه السلام قال:"طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض"متى5:5 .

خطورة التعليم الكتابي أنه يقول في متى5:(38-42)" سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن وأما أنا فأقول لكم: لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضاً، ومن سخرك ميلاً واحدا فاذهب معه اثنين، من سألك فأعطه ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده"......الخطورة هنا أنه يجمع بين الخطايا التي للموت ، والخطايا التي ليست للموت.فهل ،مثلاً، إذاً كان لك زوجتان وزنى عدوك بإحداهما فأعطه الأخرى أيضاً؟!!!

الدماء والأعراض دونها الموت!!

تتعدد الآراء بشأن الأرواح الإنسانية ، فهناك من يقول بأنها ورثت الخطيئة ، وأنها،كلها، خاطئة بطبيعتها....وهناك من يقول بأنها ،كلها، صالحة في أصل خلقتها، والخطيئة عارضة،.....وهناك من يقول بالطبائع الثلاث للأرواح الإنسانية (الروحانيون،النفسانيون،الماديون)والماديون لا رجاء فيهم ، ولا خير من ورائهم، فكيف نتعامل مع الماديين بالوداعة، وعدم مقاومة الشر؟!!!

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،الإيجابية والسلبية:

عدم السلبية، في تثنية22:(1-4)"لا تنظر ثور أخيك أو شاته شاردة وتتغاضى عنه، بل ترده إلى أخيك لا محالة. وإن لم يكن أخوك قريباً منك أو لم تعرفه فضمه إلى داخل بيتك. ويكون عندك حتى يطلبه أخوك حينئذ ترده إليه"
هناك في الكتاب المقدس من كان سلبياً، يرفض المشاركة في النواحي الإيجابية، ويخاف من المسؤولية.مثل: موسى، في بعض مواقفه، إذ دعاه الله لقيادة بني اسرائيل فاعتذر بأنه ثقيل اللسان....خروج4 ، ومثل: إرميا النبي، في بعض مواقفه، دعاه الله فاعتذر بصغر سنه.....إرميا1:(4-10).

الإيجابي مثل إشعياء النبي، عندما سمع صوت الرب "من أُرسل" قال "ها أنذا أرسلني"إشعياء8:7 .
والإيجابي مثل يسوع، عندما قلب موائد الصيارفة متى12:21 .
أمثلة للشخصيات الإيجابية في الكتاب المقدس: يسوع-يوسف الصديق-دانيال وأصحابه-نحميا وعزرا-الرسل الإثنا عشر.
بولس "يستطيع كل شئ في المسيح الذي يقويه"فيلبي13:4 ، "غير متكاسلين في الإجتهاد، حارين في الروح، عابدين الرب"رومية11:12 .

أما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بالمفهوم الإسلامي، أو مفهوم شبيه بالإسلامي، كهيئة، مثلاً، للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا أظنه موجود في المسيحية.
الأمر يحتاج منا أن نعرف أولاً ما هو المعروف؟، وما هو المنكر؟. وما طبيعة وصفات الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر؟، وهو ما سنتناوله عندما نعرض لجزئية : ما هي المسيحية الحقيقية؟

القَدَر Predestination :

ورد في2ملوك20:(1-6) أن حزقيا مرض، فطلب منه إشعياء أن يوصي بيته. ثم صلى حزقيا إلى الرب، فأرسل الله إشعياء إليه ليبشره أن الله زاد على عمره 15 سنة.
لا قضاء وقدر بالمفهوم الإسلامي.
القضاء هو علم الله السابق بالمصير المحتوم بالسلطان والعدل و الحكمة والعناية الإلهية، فلا مرد لحكمه ولا معقب لقضائه.

القديس باسيليوس الكبير والقديس غريغوريوس والقديس أثناسيوس الرسولي وغيرهم قالوا بأن القضاء موجود، بدليل قول إشعياء"قد حلف رب الجنود قائلاً أنه كما قصدت يصير وكما نويت يثبت" إشعياء24:14 .

علاقة القضاء بحرية الإنسان:
قول المسيح عن خراب أورشليم"هو ذا بيتكم يترك لكم خراباً"متى 38:23 ، وبالفعل صارت أورشليم خراباً، لكن تهيأت الأسباب لذلك بعدم إستجابة أهل أورشليم لإرادة الله.
يسوع كان يعلم بخيانة يهوذا مسبقاً، وبالفعل خان يهوذا المسيح.
قصة نينوى، بعد أربعين يوماً تنقلب نينوى ، لكنهم تابوا ولبسوا المسوح من كبيرهم إلى صغيرهم ، فتاب الله عليهم ولم يهلكهم، يونان3:(4-10)،واضح من قصة نينوى أنه لا قضاء ولا قدر!!!، فما الأمر؟!!!

الأرثودوكس يقولون: معرفة الله المسبقة لا يسبر أغوارها، يكفي من ناحيتنا أن نؤمن من كل قلوبنا أن معرفة الله المسبقة لا تعارض نعمة الله والحقيقة، وهي أيضاً لا تعارض ولا تحطم ولا تكسر حرية الإنسان.

الكاثوليكية الرومانية، تُعلّم القدر بهذه الكيفية: من هم للخلاص قُدّر لهم الخلاص، أما من هم للهلاك فهم الذين اختاروا الهلاك بأنفسهم، أيْ:لم يكن مقدرا لهم الهلاك.فالكاثوليكية الرومانية ترفض الرأي الكالفيني المعروف بالقدر الثنائي والذي فيه (الله يقدر الخلاص للبعض، ويقدر أيضاً الهلاك للبعض).

البروتستانتية اللوثرية: لا يوجد أناس معينين للخلاص، والخلاص متاح للجميع.

البروتستانتية الكالفنية:يقولون بالقدر الثنائي، حيث فئة للخلاص وفئة للهلاك والجحيم، أي أن الله قدّر هؤلاء وهؤلاء.

البروتستانتية الأرمينية: يقولون الله لم يحدد سلفاً لكنه يعلم من سيستوفي الشروط للخلاص، معنى هذا أن من يعمل للخلاص يخلص.

المورمون: يرفضون القَدَر، لكنهم يقرون بما يسمى ب التكريس المسبق Preordination للبعض بأن يكونوا أنبياء أو كهنة، وكذلك التكريس المسبق للمسيح بأن يكون الفادي.

حقيقة القرآن تبشر بالمسيحية الحقيقية[4]

بسم الله

حقيقة القرآن تبشر بالمسيحية الحقيقية....4 ، تكلمنا في (حقيقة القرآن تبشر بالمسيحية الحقيقية....3 ) عن بعض المعتقدات و الممارسات التي اختلف بشأنها إخوتي المسيحيون ، كالطلاق، والجنة، والجن والملائكة . والآن نكمل الحديث عن بعض باقي المعتقدات والممارسات في المسيحية .

نتكلم في هذه المقالة عن:

المال والنظام الإقتصادي في المسيحية
الزنا
آلية فهم الكتاب المقدس (الرمزية-الحَرْفية)
إعادة التجسد Reincarnation
وحدة الوجود Pan-en-theism

المال والنظام الإقتصادي في المسيحية:

-البعض يعتقد أن الكتاب المقدس يشجع نظام يشتمل الملكية الخاصة والمسؤلية الشخصية، بمعنى آخر، المسيحية تتبنى نظام رأسمالي.
ووجهة النظر هذه لها ما يدعمها في الكتاب المقدس، وعلى وجه الأخص في العهد القديم، مثل:
إشعياء21:65 ، إرميا43:32 ، تكوين13:23 ، لوقا13:12
إرميا32:(43-44) "فتُشترى الحقول في هذه الأرض التي تقولون أنها خربة، بلا إنسان وبلا حيوان........يشترون الحقول بفضة، ويكتبون ذلك في صكوك ويختمون ويُشهِدون شهوداً في أرض بنيامين....."
تكوين23:(13-16)"......أعطيك ثمن الحقل......أربعمائة شاقل فضة جائزة عند التجار...."
لوقا12:(13-15) "......قل لأخي أن يقاسمني الميراث......انظروا وتحفظوا من الطمع..."

-والبعض يعتقد أن المسيحية تناصر النهج الإشتراكي، أو حتى الشيوعي.
بل إن بعض لاهوتيي التحريرLiberation theology يعتقدون أن الكتاب المقدس يعلّم شكل من الماركسية، وأن نوعاً من الإشتراكية سوف يُعلَن في مملكة الله.
ومما يؤيد وجهة النظر الإشتراكية أعمال الرسل2:(44-45) ، ويعقوب2:(15-16)،يوحنا3:(17-18).
أعمال رسل2:(44-45) "وجميع الذين آمنوا كانوا معاً وكان كل شئ مشتركاً والأملاك والمقتنيات كانوا يبيعونها ويقسمونها بين الجميع، كما يكون لكل واحد احتياج "
يعقوب2:(15-16) "إن كان أخ أو أخت عريانين ومعتازين للقوت اليومي، فقال لهما أحدكم: امضيا بسلام، استدفئا واشبعا، ولكن لم تعطوهما حاجة الجسد، فما المنفعة؟! "
وهكذا نفهم أن الكتاب المقدس، وخاصة العهد الجديد يُعلّم الإشتراكية، ويدعوا إلى اتخاذ إجراءات عملية ضد الفقر والعوز، وليس مجرد كلام .
انظر يوحنا3:(17-18) "وأما من كان له معيشة العالم، ونظر أخاه محتاجاً، وأغلق أحشاءه عنه، فكيف تثبت محبة الله فيه، يا أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق"
وهكذا المسيحيين الذين يعتقدون أن الإشتراكية أو الشيوعية أكثر قبولاً"مسيحياً" من الرأسمالية،يرون أنها (أي الإشتراكية)أكثر عدلاً في اقتسام الثروة، ومصادر الثروة.
وهكذا نجد أن لاهوت التحرير Liberation theology تبنى الإشتراكية بل الشيوعية في الكاثوليكية الرومانية في أمريكا اللاتينية . لكننا نجد أن رعاة الفاتيكان متضمنين العديد من الباباوات وقفوا ضد لاهوت التحرير، ليس بسبب موقفهم الإقتصادي ، بل لوقوف لاهوت التحرير ضد التراتبية الهرمية في البناء الديني الكنسي.

الزنا:

أجرة الخطية موت في العهدين القديم والجديد.
انظر لاويين20:(10-21) في العهد القديم .
انظر رومية23:6 ،انظر 1كورنثوس18:6 ، في العهد الجديد .
في العهد القديم، بجانب عقوبة الزنا، ورد بيان للعواقب الوخيمة للزنا :
أمثال5:(9-11)...............فقدان الشرف والقوة.
أمثال14:5...................تشويه السمعة.
أمثال5:(22-23)...........العبودية والموت.
أمثال29:6 ................العقاب حتمي، لا مفر منه.
أمثال32:6................تدمير الذات.
أمثال34:6 ................انتقام الزوج.
وهكذا ،
لاويين 20:(10-21) عقوبة خطيئة الزنا هي الموت.
رومية23:6 "أجر الخطية موت".
1كورنثوس18:6 "اهربوا من الزنا. كل خطية يفعلها الإنسان هي خارجة عن الجسد، لكن الذي يزني يخطئ إلى جسده ".
وهكذا:
الزنى في الكاثوليكية هو كسر للوصية السادسة من التعليم الشفهي .
من عقود مضت كان الزنا عقوبة جنائية في كثير من البلدان التي تسود فيها المسيحية، وخاصة الكاثوليكية الرومانية. الزنا لم يعد يجرم في الأرجنتين والبرازيل، لكنه ما زال غير مشروع حتى الآن في الفلبين.
في الأرثودوكسية، الزنا غير مشروع، بالطبع، لكن العقوبة متروكة للسلطات الحكومية. ويعتزل الإخوة في الكنيسة الزاني والزانية.
يتم الربط بين القداسة والإمتناع عن الزنى، فَ قُدُّوس= مجانب الزنى، انظر 1تسالونيكي3:4 "لأن هذه هي إرادة الله: قداستكم، أن تمتنعوا عن الزنا ".
إذاً، إذا كان الزنا بهذه الخطورة، فلماذا سامح المسيح الزانية التي مسكت في ذات الفعل؟!، يقول لوقا17:16 "زوال السماء والأرض أيسر من أن تسقط نقطة واحدة من الناموس"،
وهكذا، فإن عفو المسيح عن الزانية، التي مسكت في ذات الفعل، يبين كيف كان المجتمع كله في حالة انحدار أخلاقي في زمن المسيح. انظر متى 23:(1-3) "على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيين، فكل ما قالوا لكم أن تحفظوا فاحفظوه وافعلوه، ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا، لأنهم يقولون ولا يفعلون"
فَ حتى الكتبة والفريسيين كانوا في قمة الإنحطاط الأخلاقي .

آلية فهم الكتاب المقدس ( الرمزية-الحرفية ):

الأرثودوكسية تتبنى الآليتين،التفسير الرمزي والتفسير الحرفي للكتاب المقدس .
أغلب البروتستانت حرفيين في تفسيرهم للكتاب المقدس .
المسيح نفسه قد أول بعض أحداث الكتاب المقدس في العهد القديم تأويلاً رمزياً.
فَ قصة يونان النبي، وبطن الحوت استخدمها يسوع نفسه كرمز لصلبه وقبره ثلاثة أيام ثم قيامته من الموت .انظر متى 40:12 ، ولوقا 11:29 .
الصليب رمز إليه المسيح بالحية النحاسية. انظر يوحنا14:3 ، انظر عدد 21 .
قصة العبور استُخدِمت رمزيا من قِبل بولس الرسول كرمز للمعمودية ، انظر1كورنثوس10:(1-2).
وهكذا نجد أن شخصيات لها وزنها أوّلت أحداث العهد القديم تأويلاً(تفسيراً)رمزياً يتوافق مع العهد الجديد.وقد كانت هناك المدرسة الحرْفية والمدرسة الرمزية، في القرون الثلاث الأولى للمسيحية.
مدرسة الإسكندرية كانت تتبنى الرمزية لتفسير الكتاب المقدس، إذاً هناك من فسر العهد القديم رمزياً.
العلامة أوريجانوس كان من رواد مدرسة الإسكندرية، قد أوّل قصة آدم رمزياً، حيث قال بأن آدم وزوجه كانا في السماء الثالثة وكان هووزوجه ذوي جسدين روحيين فلما أكلا من الشجرة صارا جسديين وهبطا إلى الأرض.
التوحيديين ال Unitarians يفسرون الكتاب المقدس رمزياً .
لكن التساؤل هو هل فسر أحد العهد الجديد رمزياً؟ وإلى أي مدى؟!،فمثلاً، تجريب المسيح 40يوما في البرية من إبليس وهو صائم!!، ومثلاً الشخص الذي كان به 2000 روح نجس، الذين أخرجهم المسيح منه ودخلوا في الخنازير، ألا يشتمل هذين الموقفين على معانٍ رمزية.

إعادة التجسد Reincarnation:

متى14:11 ، متى11:17 ، مرقس9:(11-13) ، ثلاث مواضع في العهد الجديد تحوي آيات تدل صراحة على إعادة التجسد.
متى14:11 " وإن أردتم أن تقبلوا فهذا هو إيليا المزمع أن يأتي "
متى11:17 " فأجاب يسوع:" إن إيليا يأتي أولاً ويرد كل شئ" "
مرقس9:(11-13) "فسألوه: " لماذا يقول الكتبة إن إيليا ينبغي أن يأتي أولاً؟" فأجاب: "إن إيليا يأتي أولاً ويرد كل شئ".....إن إيليا أيضاً قد أتى وفعلوا به كل ما أرادوا.......".
الكاثار الثنوية كانوا يقولون بإعادة التجسد.
الغنوصيون كانوا يقولون بإعادة التجسد.
الكاثوليكية الليبرالية تقول بإعادة التجسد.
التيار السائد (أرثودوكس-كاثوليك-بروتستانت) لا يقول بإعادة التجسد، مع وضوح النصوص الدالة عليه في الكتاب المقدس.

وحدة الوجود Pan-en-theism :

هذا المبدأ موجود عند التصوف الكاثوليكي الروماني .
موجود لدى الكنيسة الكاثوليكية الليبرالية .
موجود عند الخلاصيين الUniversalist .
موجود عند التوحيديين الUnitarians .
موجود في الProcess theology .
التصوف المسيحي عموماً يتبنى هذا الموقف العَقَدي.
التيار السائد (أرثودوكس-كاثوليك-بروتستانت)لا يتبنى هذا المفهوم"مفهوم وحدة الوجود" .

نكمل باقي عناصر الموضوع في المقالات التالية .
شكراً.

حقيقة القرآن تبشر بالمسيحية الحقيقية[2]

بسم الله

حقيقة القرآن تبشر بالمسيحية الحقيقية....2 ، تكلمنا في حقيقة القرآن تبشر بالمسيحية....1 عن ما يكون به المسيحيون مسيحيون ، وقلنا أنه يوجد كثير من الطوائف المسيحية ، و المذاهب ،التي تعد هرطقات في الزمن الماضي وفي وقتنا الحاضر ، هذه الطوائف ، وهذه المذاهب ، اختلفت بشأن كثير من العقائد والممارسات . تكلمنا عن التثليث .
في هذا المقال نتكلم عن بعض العقائد ، والممارسات التي اختلف بشأنها إخوتي المسيحيون :
لاهوت المسيح
صلب المسيح
الخطيئة ، الخطيئة الأصلية ، الطبيعة الساقطة للإنسان
الشيطان و الجحيم
شرب الخمر
لحم الخنزير
حفظ السبت
تعدد الزوجات
الطلاق .

لاهوت المسيح:
الآريوسية قالت بأن المسيح إله مخلوق خالق .
الأبيونيين قالوا بأن المسيح نبي وليس إله .
الموحدة ال Unitarian (التوحيديين ) قالوا بأن المسيح نبي .
الوحدة Unity Church قالوا بأن المسيح مُعلّم ، وكلنا أبناء لله . فيسوع مُعَلّم ، و الإنسانية خيرة في أصل خلقتها Inherently good .
التيار السائد ، أرثودوكس، كاثوليك، بروتستانت، المسيح هو الله، و هو أحد الأقانيم الثلاثة ، متمايز عن الأقنومين الآخرين لكنه متحد معهم في الجوهر ، فهو الله لكنه ليس إله !!!، فهم لا يقولون بثلاثة آلهة ، بل إله واحد مثلث الأقانيم .

صلب المسيح:
الدوسيتية Docetism (الظهوريون) ، قالوا المسيح له جسد روحي ، خيالي ، وليس جسداً فيزيائياً ، ولم يعان من عملية الصلب حقاً .
باسليدس Basilides ، من هراطقة القرون الأولى لدى التيار السائد ، قال بأن المسيح لم يتألم ، وأن شخصاً اسمه سمعان من قيروان التزم أن يحمل الصليب لأجله ، وأن هذا الرجل (سمعان القيرواني) هو الذي صُلب جهلاً وخطأً ، فإن المسيح غير شكل هذا الرجل ليتوهموا أنه يسوع نفسه .
التيار السائد (أرثودوكس، كاثوليك، بروتستانت) يقول ، الصلب تم والمسيح تألم ، و ألم المسيح كان ضرورياً في عملية الخلاص والفداء ، فالصلب كان ضرورة وجودية لتتميم عملية الفداء ، و بعد صلبه وموته قام من بين الأموات ، وبذلك انتصر على الموت .

الخطيئة والخطيئة الأصلية والطبيعة الساقطة للإنسان:
التوحيديين ال Unitarians ، قالوا ، البشر عموماً ليسوا ذوي طبيعة ساقطة ، ولا يوجد ما يسمى بالخطيئة الأصلية ، ووراثة الخطيئة ، وكل البشر فيهم شئ يربطهم بالله .
الغنوصيون ، يقولون ، يوجد ثلاثة أنواع من البشر ، الروحانيون Pneumatics ، وهؤلاء ليسوا في حاجة إلى الخلاص ، النفسانيون Psychics ، وهؤلاء في حاجة إلى الخلاص ، ويمكن خلاصهم أيضاً ، المادّيون Hylics ، وهؤلاء لا يمكن خلاصهم .
التيار السائد (الأرثودوكس، الكاثوليك، البروتستانت) ، يقولون ،البشر جميعهم في حاجة إلى الخلاص ، ومن هنا جاء دور المسيح في فتح الباب لجميع البشر لتحصيل الخلاص إن أرادوا .
المورمون ، قالوا، فرصة العيش على الأرض هي عطية من الله وليست عقاب ، البشر لديهم فرصة التطور ومشابهة الله .

الشيطان والجحيم :
التوحيديين ال Unitarians ، لا يوجد شيطان أو جحيم ، فالشيطان هو عامل الإنقسام الذي يوجد داخل غير المتطورين روحياً ، و الجحيم هو الإنفصال عن الله ، وعدم القدرة على استقبال أو إرسال مشاعر الحب .
التيار السائد في المسيحية ، قالوا ، يوجد كيان يسمى الشيطان وله ملائكته وهو ملاك ساقط ، و يوجد الجحيم ، وهو مكان للعذاب الأبدي للخطاة .

شرب الخمر :
طوائف تحرم شرب الخمر ، مثل الأسينيين قديماً ، والسبتيين والمورمون حديثاً . بينما تحرم بعض الطوائف المسيحية السُّكْر فقط ، مثل التيار السائد في المسيحية ، أرثودوكس، كاثوليك، بروتستانت . بعض الطوائف تستخدم الخمر في طقس التناول (سر الإفخارستيا) كرمز لدم المسيح ، مثل الأرثودوكس والكاثوليك .

لحم الخنزير :
أغلب الطوائف المسيحية لا تحرم أكل لحم الخنزير ، مثل التيار السائد ،أرثودوكس وكاثوليك وبروتستانت . بعض الطوائف تحرم أكل لحم الخنزير ، مثل كنيسة التوحيد الأرثودوكسية الإثيوبية ، و الأدفنتست (السبتيون) ، وكنيسة الله المتحدة واليهود المسيانيين .

حفظ السبت :
الأبيونيين قديماً ، والأدفنتست السبتيون حديثاً ، واليهود المسيانيين حديثاً ، يحفظون السبت .
معظم الطوائف المسيحية تحفظ الأحد ، قائلين أن المسيح تمم عمله في يوم السبت ، ثم ينبلج فجر الأحد ببشرى عهد النعمة .

التعدد (تعدد الزوجات) :
من الطوائف التي لديها تعدد في الزوجات هي طائفة المورمون ، وقد كانوا يمارسون التعدد حتى عهد قريب ، وما يزال بعضهم يمارسه (التعدد) .
و إن كان العهد الجديد لا يأتي بنصوص واضحة صريحة تدل على منع التعدد ، لكن هناك نص على أن الشمامسة والقسس يكون كل منهم بعل امرأة واحدة ، في 1 تيموثاوس 3:12 "ليكن الشمامسة كلٌ بعل امرأة واحدة ، مدبرين أولادهم وبيوتهم حسناً " ، وهذا النص يدل صراحة على أن جماعة المؤمنين فيما دون الشمامسة يجوز لهم التعدد .
لكن معظم الكنائس والطوائف المسيحية تمنع التعدد ، بالنسبة لعامة الشعب .
نكمل في المقال التالي .
شكراً .

مدينة الإنسان[1]

هذه هي مدينتي...

لطالما كانت المدينة الفاضلة، مدينة الفضلاء، مدينة النبلاء، مدينة الإنسان، هي حلم الصادقين...هي حلم الفلاسفة والعلماء والمتصوفة وأهل الفن الحقيقي الصادق الهادف. وكذلك كانت المدينة الفاضلة هي حلم المقهورين والمظلومين والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً.

ولطالما سعى إلى إنشاء المدينة الفاضلة أناس كثيرون على مدار التاريخ الإنساني، بالفعل سعَوْا إلى إنشاء مدينة أو مدن يسودها العدل والرحمة.

كل إنسان سوِيّ أو يحمل قدراً من الضمير لا بد وأن يتمنى إقامة المدينة الفاضلة، وليس كما قال المأفونون أن تحدثه نفسه بالغزو. كل من يحمل قدراً من الضمير لا بد أن يتمنى، على الأقل، إقامة المجتمع الفاضل. وكلما زادت يقظة ضميره فإنه ينتقل من خانة التمني [تمني إقامة المدينة الفاضلة]، إلى خانة الفعل والسعي والمحاولة [محاولة إقامة المدينة الفاضلة].

المدينة الفاضلة!!....ما هي المدينة الفاضلة؟

المدينة الفاضلة هي التي أهلها فضلاء. والإنسان الفاضل هو الذي يتعامل بالفضل لا بالعدل، لكنه يلجأ إلى العدل فقط، وفقط إذا اختل النظام. كذلك فإنه هو الذي يتعامل بالفضيلة لا بالرذيلة، حتى وإن رَذُل فإنه يعود إلى الله.

إذاً هناك المدينة الفاضلة وهناك المجتمع الفاضل وهناك الإنسان الفاضل.

ننتقل إلى جزئية مهمة، المدينة الفاضلة، قد تكون بالقهر [من خلال القانون، حيث تسهر المجموعة الفاضلة في المجتمع على تنفيذ القانون الصالح، الذي ليس به ثغرات، على المواطنين جميعاً، الصالح منهم والطالح]، وهكذا فالمدينة الفاضلة قد يكون بعض أهلها غير فضلاء.

أما مدينة الفضلاء، فهي التي كل أهلها فضلاء. وهذه لا يمكن إقامتها مباشرة، لفساد الطبيعة البشرية في بعض سكان المجتمع، وإنما يمكن إقامتها بالتدريج، من خلال تطوير أفراد المجتمع حتى يصبح المجتمع، كله، فاضلاً، فتصبح مدينة الفضلاء.

وهكذا مدينة الفضلاء هي بالضرورة المدينة الفاضلة، لكن ليس بالضرورة أن تكون المدينة الفاضلة هي مدينة الفضلاء. لكن قد يطلق اسم المدينة الفاضلة على مدينة الفضلاء.

أول من دعا وسعى بل ووعد بإقامة مدينة، بل مدن، بل أمم، بل كوكب فاضل، هو الله رب العالمين.

فالله لم يَدْعُ ويسعى فحسب، بل وعد بإقامة المدينة الفاضلة على الأرض. وهو صادق في وعده، بإذنه تعالى. وهو، بإذنه، منفذ وعده. يقول الحق [وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوؤا من....الجنة....حيث نشاء فنعم أجر العاملين].

وتحقيق الجنة على الأرض إنما هو تحقيق لذات الله تعالى. فالله من حيث هو ذات يريد أن يحقق ذاته، كما تريد أي نفس إنسانية أن تحقق ذاتها. وتحقيق الله لذاته قضية فلسفية لاهوتية جميلة.

كما قلنا، فالله لا بد وحتماً منفِذٌ وعده، يقول الحق [ ولا تحسبن الله مخلف وعده رسلَه إن الله عزيز ذو انتقام].

إذاً هناك من اكتفوا بالدعوة إلى إقامة المدينة الفاضلة. وهؤلاء منهم فلاسفة ومصلحون إجتماعيون، وسوف نتعرض لهم في نبذة مختصرة. وهناك من لم يكتفوا بالدعوة، بل سعوا جادين إلى إقامة المدينة الفاضلة، والمجتمع الفاضل، والإنسان الفاضل. هناك من سعوا إلى إقامة المدينة الفاضلة، لكنهم لم ينتبهوا إلى تطوير البشر الذين يعيشون في المدينة الفاضلة حتى يصيروا كلهم فضلاء، مما أدى إلى انهيار حلمهم.



نبدأ بِ من دعَوْا إلى إقامة المدينة الفاضلة، ومنهم:

1-أفلاطون...427ق.م-347ق.م:
هو أرِسطوكليس بن أرِسطون، فيلسوف وكاتب ورياضياتي.
وعنده،
-المدينة يحكمها الفلاسفة
-لا يجب أن يمتلك الحكام عقارات خاصة
-لا يكون لأحدهم مال أو مخزن
-لا يكون للرجال زوجات[مشاعية النساء].
ومن الواضح أن أفلاطون دخل في صدام مباشر مع الضمير الإنسان، باقتراحه لمشاعية النساء في مدينته الفاضلة.
إذاً يجب الحذر في التعاطي مع فلسفة أفلاطون بسبب هذه الجزئية تحديداً، جزئية[مشاعية النساء].
جزئية[مشاعية النساء] هذه تجعلني أقول بهذيان أفلاطون، أو أنه[لم يوجد أصلاً-ليس شخصية تاريخية]، وهذا ما أذهب إليه، وفق نظريتي.

2-القديس أوغسطينوس 354م-430م:
كاتب وفيلسوف ولاهوتي ورجل دين
كتابه [مدينة الله] أو [مدينة الإله]، كتبه في القرن الخامس الميلادي وعنوانه الكامل باللاتينية هو: De Civitate De Contra Paganos وتعني[مدينة الإله في مواجهة الوثنيين].
وتتمحور فكرة كتابه حول ما يدعوه أوغسطينوس الصراع بين مدينة البشر ومدينة الله والذي سينتهي محسوماً لصالح مدينة الله.
مدينة الله=الناس نسوا متع الدنيا ليكرسوا أنفسهم للآخرة وللدين المسيحي
مدينة الناس=الإنغماس في الملذات ونسيان الآخرة
بالطبع لا صراع بين مدينتين أحدهما للبشر وأخرى لله، لأن الإنسان هو ابن الله والإنسان في أصل خِلْقته طيب، خيِّر، لكن يوجد بعض البشر الناقصين ويمكن تكميلهم بالتربية.
كذلك لا دنيا وآخرة، إن هي إلا الحياة الدنيا ولكن يمكن تطويرها فتصبح الآخرة، الجنة، أيْ الحياة الدنيا تصبح الجنة.

3-أبو نصر الفارابي 874م-950م:
سُمي الفارابي بِ المعلم الثاني، بسبب اهتممامه بالمنطق.
عنده، من صفات رئيس المدينة الفاضلة،
-تام الأعضاء
-جودة الفهم والتصور
-جودة الحفظ
-جودة الذكاء والفطنة
-حَسَن العبارة في تأدية معانيه
-معتدل في المأكل والمشرب والمنكح
-محبة الصدق وكراهية الكذب
-تقدير الذات
-الإستخفاف بعرض الدنيا
-محبة العدل بالطبع وكره الجور
-قوة العزيمة والجسارة والإقدام
-الحكمة والتعقل التام
-جودة الإقناع
-له قدرة على أعمال القتال.
وفق الفارابي: العالم الأرضي ينبغي أن يكون انعكاس للعالم السماوي.
إجمالاً، آراء الفارابي معتدلة، قيمة في ما يتعلق بأمر المدينة الفاضلة.

4-توماس مور Sir Thomas More 1478م-1535م:
قائد سياسي، مؤلف، عالم إنجليزي، قائد ثائر، ذكر، رجل بمعنى الكلمة. لكن مع كونه سياسي وقائد فإنه لم يسع إلى إقامة المدينة الفاضلة، لكنه دعا إلى إقامتها.
مدينته سماها باليوتوبيا أو [ اللا مكان].
وتروي قصته الخيالية، يوتوبيا، التقاليد السياسية والأعراف الدينية والإجتماعية لجزيرة يوتوبيا.
ومن بين ما اقترحه توماس مور في المدينة الفاضلة يوتوبيا [1516] هو:
-الله هو القيمة الأعلى والإنسانية هي بنت الله
-الشيوعية كنظام اقتصادي
-من أساء الأدب يتم استعباده
-لا مكان للملاحدة [من أهم أفكار توماس مور]
-زِيّ موحَّد.....[ هذه لا تُعد مَزِيَّة]
-مطاعم للأكل الجماعي....[وهذه لا تعد مزية].
ويوتوبيا توماس مور كأنها هي المدينة التي يحلم بها الإنسان السَّوِيّ في عصرنا الحالي، عصر القرن الواحد والعشرين.

5-فرنسيس بيكون 1561م-1626م:
هو فيلسوف ورجل دولة،[بالنسبة لي هو لم يصل لرتبة فيلسوف، لأسباب، منها قوله بعدم جدوى المنطق الأرِسطي.
مدينة فرنسيس بيكون الفاضلة سماها بِ بِنْسالِم Bensalem والتي هي مكونة من كلمتين بالعبرية [بِنْ] وتعني [ابن]، و[شالِم] وتعني [الكمال]، وهكذا فَ بِنسالم تعني [ابن الكمال].
ومدينة فرنسيس بيكون هي مدينة متدينة خلوقة، محبة للعلم والعلماء، ديانتها هي المسيحية. ومدينة فرانسيس بيكون وإن لم تكتمل ككتاب، إلا أن أفكارها الرئيسية تشير إلى حسن توجه فرنسيس بيكون.

6-توماس كامبانيللا 1568م-1639م:
راهب دومينيكاني، فيلسوف، شاعر. مدينته الفاضلة سماها مدينة الشمس، باللاتينية La Citta Del Sole بالإنجليزية City Of The Sun .
الراهب المسيحي العفيف، يدعو إلى مدينة يكون فيها البضائع والنساء على المشاع.
راهب مسيحي.......شيوعية النساء.......فيلم هندي.
لكن من بين الأفكار الجيدة التي طُرِحت في مدينة الشمس هي،
-العمل 4 ساعات يومياً
-لا يوجد خُدّام، اخدم نفسك بنفسك
-الكل ذو كرامة متساوية.

7-كارل ماركس 1818م-1883م:
فيلسوف[أشك في وصوله لرتبة فيلسوف] واقتصادي وعالم اجتماع ومؤرخ وصحفي واشتراكي ثوري.
جاء بالمادية الجدلية وبشر بالشيوعية، وقال بأن الإشتراكية والشيوعية هي حتمية تاريخية.
وهكذا فمدينة كارل ماركس الفاضلة لا تكترث كثيراً بالأخلاق، لكن همها الأول والأخير هو إطعام البطن وسد الجوع المادي-لا الجوع الروحي العاطفي. لكن على كل حال، فقد بشر بشئ له علاقة بتكوين وإقامة المدينة الفاضلة.

8-أمين الريحاني 1876م-1940م:
هو مفكر وأديب وروائي ومؤرخ ورحالة ورسام كاريكاتير ومصلح اجتماعي. يعد من عمالقة الفكر في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. ويلقب بفيلسوف الفريكة.
يسمي مدينته الفاضلة بالمدينة العظمى، ويدعوها بمدينة الحرية. وهي التي تمارَس فيها الحرية الحقيقية. وهي غنية بنوابغها وشعرائها وعلمائها وفنانيها وصُنَّاعِها.


ننتقل الآن إلى: من [سَعَوْا] إلى إقامة المدينة الفاضلة، أيْ فضلاً عن [التمني] والدعوة فإنهم قد سعوا لإقامة المدينة الفاضلة.
ومن هؤلاء: إخناتون-سولون [صولون]-كونفوشيوس-أرِسطوطاليس-شيشرون-المسيح عليه السلام-حمدان قرمط والقرامطة-لينين.

1-إخناتون [ الروح الحية لآتون]:
هو امنحتب الرابع، من الأسرة الثامنة عشرة الفرعونية، حكم مصر لِ 17 سنة، وتوفي سنة 1336ق.م.
شرع فعلاً في إقامة دولة فاضلة تعبد إلهاً واحداً ويحترم مواطنيها بعضهم البعض، لكن للأسف حلمه لم يتجسد على أرض الواقع لفترة طويلة، فما هي إلا سنون معدودات ثم انتهى الحلم.

2-سولون أو[صولون] من أثينا 640ق.م-560ق.م:
وهو من حكماء الإغريق السبعة، شاعر وأديب وقانوني وسياسي، صاحب قانون صولون. وهو قانون محترم ويعتبر بذرة جيدة لإقامة مجتمع فاضل، لكن للأسف الحلم لم يكتمل.

3-كونفوشيوس 551ق.م-479ق.م:
بتعاليمه الصادقة شرع في إقامة مجتمع فاضل، ولم يكن خيالياً ولكنه كان يستند إلى الواقع.
ركز على الحياة الأرضية، ولم يلتفت كثيراً إلى حياة أخرى. حض على مكارم الأخلاق كأرضية صلبة تكفي لإقامة مجتمع فاضل.

4-أرِسطوطاليس 384ق.م-322ق.م:
هو فيلسوف يوناني، تلميذ أفلاطون ومعلم الإسكندر الأكبر، وهو واحد من أهم مؤسسي الفلسفة الغربية.
بالرغم من سكونية فلسفته وجمودها فقد سعى لإقامة المدينة الفاضلة من خلال تربيته وإشرافه على الإسكندر المقدوني.

5-شيشرون [ماركوس توليوس سيسرو] 106ق.م-43ق.م:
كاتب وخطيب وقانوني وسياسي روماني، وقد سعى بالفعل إلى إقامة مدينة فاضلة.

6-المسيح عليه السلام 4ق.م-33م:
على الرغم من أنه قال [مملكتي ليست من هذا العالم]، إلا أنه سعى سعياً حثيثاً جاداً لإقامة مملكة الله في المجتمع الأرضي بإرسال الرسل والمبشرين إلى أرجاء الأرض، وأعلن عالمية دعوته، فهي ليست لليهود وحدهم، بل هي لكل شعوب الأرض.

7-حمدان قرمط [ حمدان بن الأشعث الأهوازي]:
تبع أحد دعاة التشيع وهو [ حسين الأهوازي]، ثم خلفه بعد وفاته وأسس الدعوة القرمطية التي أخذت الكثير من مبادئ الإسماعيلية.
وقد أسس دولة فاضلة اشتراكية في ثلاث مناطق رئيسية وهي [جنوب العراق-بادية الشام-البحرين]، ونجحت دعوتهم رَدَحاً من الزمان، من 883م إلى 1074م، أي حوالي 191سنة.
قيل عنهم أنهم أباحوا النساء، وهذا ليس بصحيح.
أقاموا مجتمع اشتراكي مثالي، مبني على التسامح، فحيث كانوا لا يصلون إلا أنهم سمحوا ببناء المساجد لمن أراد.

8-لينين [فلاديمير ألييتش أوليانوف] 1870م-1924م:
محامي وكاتب ثوري روسي ماركسي، وقائد الحزب البُلشفي والثورة البُلشفية-كان يرفع شعار [الأرض والخبز والسلام].
وقد سعى إلى إقامة مجتمع تقل فيه المعاناة إلى أقصى درجة ممكنة. هو وإن كان ملحداً إلا أنه أسس أمة ليس فيها جائع.
قصة إلحاد لينين مثل قصة شيوعية النساء عند أفلاطون وعند كامبانيللا، يعني فيلم هندي. قصة انهيار الإتحاد السوفييتي....فيلم هندي. لماذا لم تنهار الصين الشيوعية التي غزت الفضاء، ودخلت دنيا تكنولوجيا النانو والمايكروتشيبس. فيلم هندي.

انتهينا من إلقاء نُبْذات عن من دَعَوْا إلى إقامة المدينة الفاضلة، وكذلك من سَعَوْا إلى إقامة المدينة الفاضلة.
ننتقل الآن إلى جزئية مهمة، وهي المدينة الفاضلة في القرآن والكتاب المقدس.

-في القرآن:
آيات [وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً] في أواخر سورة الفرقان، آية 63 إلى آخر السورة.
ومن منطوق الآيات، أهل المدينة الفاضلة هم عباد الرحمن، أيْ أنهم تحت سلطان وقوة اسم الله [الرحمن]، أي أنهم هم الرحماء،المرحومون، والرحمة تكون للنفس وللغير كما أن الظلم يكون للنفس وللغير [ظلمنا أنفسنا]. والذي يرحم نفسه، لا يوردها مواطن الزلل.
وقد وعدنا الله جل وعلا بإقامة الجنة على الأرض، وهو صادق في وعده بإذنه.
قد تم مدح قرى وذم أخرى، كما تم مدح مدن وذم أخرى:
-فالقرى منها ظالمٌ أهلها ومنها عادلٌ أهلها
-والمدن منها ظالمٌ أهلها ومنها عادلٌ أهلها.
ومن هذا، فإني أرى أن وحدة بناء الدولة في المدينة الفاضلة هي كيان بين القرية والمدينة. وقد اقترحت له اسم [قرْمَدينة]. وهو ما سنتكلم عنه بعد قليل، عندما أطرح فكرتي عن المدينة الفاضلة، مدينة الإنسان، ما هي؟، وما هي ملامحها؟.

في الكتاب المقدس:
كما قلنا، على الرغم من أن المسيح قال [مملكتي ليست من هذا العالم]، إلا أنه سعى بالفعل لإقامة مملكة الله على الأرض.
والمسيحيون منقسمون بين:
-هل قامت مملكة المسيح منذ بداية الكرازة[التبشير]؟
-أم مملكة الله لم تقم إلى الآن وأنها ستأتي في بداية الألف سنة السعيدة التي سيحكم فيها المسيح في مجيئه الثاني.

طبيعة المدينة الفاضلة في الكتاب المقدس:
-الحرية[لكنها الحرية الحقيقية].... 2كورنثوس17:3 [وأما الرب فهو الروح، وحيث روح الرب هناك حرية]، غلاطية1:5 [فاثبتوا إذاً في الحرية التي قد حررنا المسيح بها، ولا ترتبكوا أيضاً بنير العبودية]، غلاطية13:5 [فإنكم إنما دعيتم للحرية أيها الإخوة، غير أنه لا تُصَيِّروا الحرية فرصة للجسد].
-السلام..... حيث دُعي المسيح رئيس السلام، ودعى إلى السلام، يوحنا27:14 [سلاماً أترك لكم، سلاماً أعطيكم]، إشعياء6:9 [ويدعى اسمه عجيباً، مشيراً إلهاً قديراً، أباً أبدياً، رئيس السلام].
-التحرر من لعنة الناموس[الشريعة].....بالطبع هنا الناموس يعني الأمور التعبدية والكَفَّارية التي يتحملها الشعب أو الكاهن نيابة عن الشعب، وليست الأوامر والنواهي الأخلاقية، فهذه لا يمكن اسقاطها.
التحرر من لعنة الناموس تعني [إسقاط التكليف]
غلاطية21:2 [لأنه إن كان بالناموس بر، فالمسيح إذاً مات بلا سبب].
غلاطية10:3 [الآن جميع الذين هم من أعمال الناموس هم تحت لعنة]
إذاً كانت الشريعة[التكاليف] حارس ومؤدِّب لنا حتى يستعلن ملكوت الله.
غلاطية3:(23-25)[......كنا محروسين تحت الناموس.....الناموس مؤدبنا إلى المسيح.....بعدما جاء الإيمان، لسنا بعد تحت مؤدب].

ننتقل الآن إلى جزئية غاية في الأهمية وهي:
-هل ما يكرز[يبشر] به محمد يمكن أن يقيم دولة فاضلة؟
-هل أقام محمد مدينة فاضلة؟!

أقول:
القرآن يمكن أن يقيم مدينة فاضلة. كيف؟. بشيوع حفظه ودراسته وفهمه، وقلنا بأن فهمه يكون بالمنطق المناسب له، وبتأني، واستخدام الجدل كوسيلة لفهمه.
أما الإسلام المحمدي سنِّيَّاً كان أو شيعياً، المستند إلى نصوص الحديث والمرويات وتراث الأئمة، والقرآن بفهم ابن كثير وابن تيمية فلا يمكن أن يقيم إلا مدينة الواق واق.
أما محمد في زمنه، فهل أقام مدينة فاضلة؟، بالطبع لم يُقم مدينة فاضلة، ولا يمكنه أن يقيم مدينة فاضلة. لماذا؟، لضعف أخلاقه[أخلاق محمد]، ولا يتوهم واهم أن محمداً أقام مدينة فاضلة في مجتمع المدينة، إلا إذا كان مُغَيَّباً تحت أُطُر اللاوعي، أو كان ضعيف الأخلاق، تماماً كمحمد.

وفق وجهة نظري، ونظريتي، فإن يسوع، ومحمد ليسا شخصيات تاريخية، ولكننا نتعامل معهما كما لو كانا شخصيتين تاريخيتين.
نكمل في المقالة أو المقالتين أو المقالات التالية.

أرجو ألا أكون قد أطلت.....وشكراً.