Saturday, June 2, 2018

مدينة الإنسان[1]

هذه هي مدينتي...

لطالما كانت المدينة الفاضلة، مدينة الفضلاء، مدينة النبلاء، مدينة الإنسان، هي حلم الصادقين...هي حلم الفلاسفة والعلماء والمتصوفة وأهل الفن الحقيقي الصادق الهادف. وكذلك كانت المدينة الفاضلة هي حلم المقهورين والمظلومين والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً.

ولطالما سعى إلى إنشاء المدينة الفاضلة أناس كثيرون على مدار التاريخ الإنساني، بالفعل سعَوْا إلى إنشاء مدينة أو مدن يسودها العدل والرحمة.

كل إنسان سوِيّ أو يحمل قدراً من الضمير لا بد وأن يتمنى إقامة المدينة الفاضلة، وليس كما قال المأفونون أن تحدثه نفسه بالغزو. كل من يحمل قدراً من الضمير لا بد أن يتمنى، على الأقل، إقامة المجتمع الفاضل. وكلما زادت يقظة ضميره فإنه ينتقل من خانة التمني [تمني إقامة المدينة الفاضلة]، إلى خانة الفعل والسعي والمحاولة [محاولة إقامة المدينة الفاضلة].

المدينة الفاضلة!!....ما هي المدينة الفاضلة؟

المدينة الفاضلة هي التي أهلها فضلاء. والإنسان الفاضل هو الذي يتعامل بالفضل لا بالعدل، لكنه يلجأ إلى العدل فقط، وفقط إذا اختل النظام. كذلك فإنه هو الذي يتعامل بالفضيلة لا بالرذيلة، حتى وإن رَذُل فإنه يعود إلى الله.

إذاً هناك المدينة الفاضلة وهناك المجتمع الفاضل وهناك الإنسان الفاضل.

ننتقل إلى جزئية مهمة، المدينة الفاضلة، قد تكون بالقهر [من خلال القانون، حيث تسهر المجموعة الفاضلة في المجتمع على تنفيذ القانون الصالح، الذي ليس به ثغرات، على المواطنين جميعاً، الصالح منهم والطالح]، وهكذا فالمدينة الفاضلة قد يكون بعض أهلها غير فضلاء.

أما مدينة الفضلاء، فهي التي كل أهلها فضلاء. وهذه لا يمكن إقامتها مباشرة، لفساد الطبيعة البشرية في بعض سكان المجتمع، وإنما يمكن إقامتها بالتدريج، من خلال تطوير أفراد المجتمع حتى يصبح المجتمع، كله، فاضلاً، فتصبح مدينة الفضلاء.

وهكذا مدينة الفضلاء هي بالضرورة المدينة الفاضلة، لكن ليس بالضرورة أن تكون المدينة الفاضلة هي مدينة الفضلاء. لكن قد يطلق اسم المدينة الفاضلة على مدينة الفضلاء.

أول من دعا وسعى بل ووعد بإقامة مدينة، بل مدن، بل أمم، بل كوكب فاضل، هو الله رب العالمين.

فالله لم يَدْعُ ويسعى فحسب، بل وعد بإقامة المدينة الفاضلة على الأرض. وهو صادق في وعده، بإذنه تعالى. وهو، بإذنه، منفذ وعده. يقول الحق [وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوؤا من....الجنة....حيث نشاء فنعم أجر العاملين].

وتحقيق الجنة على الأرض إنما هو تحقيق لذات الله تعالى. فالله من حيث هو ذات يريد أن يحقق ذاته، كما تريد أي نفس إنسانية أن تحقق ذاتها. وتحقيق الله لذاته قضية فلسفية لاهوتية جميلة.

كما قلنا، فالله لا بد وحتماً منفِذٌ وعده، يقول الحق [ ولا تحسبن الله مخلف وعده رسلَه إن الله عزيز ذو انتقام].

إذاً هناك من اكتفوا بالدعوة إلى إقامة المدينة الفاضلة. وهؤلاء منهم فلاسفة ومصلحون إجتماعيون، وسوف نتعرض لهم في نبذة مختصرة. وهناك من لم يكتفوا بالدعوة، بل سعوا جادين إلى إقامة المدينة الفاضلة، والمجتمع الفاضل، والإنسان الفاضل. هناك من سعوا إلى إقامة المدينة الفاضلة، لكنهم لم ينتبهوا إلى تطوير البشر الذين يعيشون في المدينة الفاضلة حتى يصيروا كلهم فضلاء، مما أدى إلى انهيار حلمهم.



نبدأ بِ من دعَوْا إلى إقامة المدينة الفاضلة، ومنهم:

1-أفلاطون...427ق.م-347ق.م:
هو أرِسطوكليس بن أرِسطون، فيلسوف وكاتب ورياضياتي.
وعنده،
-المدينة يحكمها الفلاسفة
-لا يجب أن يمتلك الحكام عقارات خاصة
-لا يكون لأحدهم مال أو مخزن
-لا يكون للرجال زوجات[مشاعية النساء].
ومن الواضح أن أفلاطون دخل في صدام مباشر مع الضمير الإنسان، باقتراحه لمشاعية النساء في مدينته الفاضلة.
إذاً يجب الحذر في التعاطي مع فلسفة أفلاطون بسبب هذه الجزئية تحديداً، جزئية[مشاعية النساء].
جزئية[مشاعية النساء] هذه تجعلني أقول بهذيان أفلاطون، أو أنه[لم يوجد أصلاً-ليس شخصية تاريخية]، وهذا ما أذهب إليه، وفق نظريتي.

2-القديس أوغسطينوس 354م-430م:
كاتب وفيلسوف ولاهوتي ورجل دين
كتابه [مدينة الله] أو [مدينة الإله]، كتبه في القرن الخامس الميلادي وعنوانه الكامل باللاتينية هو: De Civitate De Contra Paganos وتعني[مدينة الإله في مواجهة الوثنيين].
وتتمحور فكرة كتابه حول ما يدعوه أوغسطينوس الصراع بين مدينة البشر ومدينة الله والذي سينتهي محسوماً لصالح مدينة الله.
مدينة الله=الناس نسوا متع الدنيا ليكرسوا أنفسهم للآخرة وللدين المسيحي
مدينة الناس=الإنغماس في الملذات ونسيان الآخرة
بالطبع لا صراع بين مدينتين أحدهما للبشر وأخرى لله، لأن الإنسان هو ابن الله والإنسان في أصل خِلْقته طيب، خيِّر، لكن يوجد بعض البشر الناقصين ويمكن تكميلهم بالتربية.
كذلك لا دنيا وآخرة، إن هي إلا الحياة الدنيا ولكن يمكن تطويرها فتصبح الآخرة، الجنة، أيْ الحياة الدنيا تصبح الجنة.

3-أبو نصر الفارابي 874م-950م:
سُمي الفارابي بِ المعلم الثاني، بسبب اهتممامه بالمنطق.
عنده، من صفات رئيس المدينة الفاضلة،
-تام الأعضاء
-جودة الفهم والتصور
-جودة الحفظ
-جودة الذكاء والفطنة
-حَسَن العبارة في تأدية معانيه
-معتدل في المأكل والمشرب والمنكح
-محبة الصدق وكراهية الكذب
-تقدير الذات
-الإستخفاف بعرض الدنيا
-محبة العدل بالطبع وكره الجور
-قوة العزيمة والجسارة والإقدام
-الحكمة والتعقل التام
-جودة الإقناع
-له قدرة على أعمال القتال.
وفق الفارابي: العالم الأرضي ينبغي أن يكون انعكاس للعالم السماوي.
إجمالاً، آراء الفارابي معتدلة، قيمة في ما يتعلق بأمر المدينة الفاضلة.

4-توماس مور Sir Thomas More 1478م-1535م:
قائد سياسي، مؤلف، عالم إنجليزي، قائد ثائر، ذكر، رجل بمعنى الكلمة. لكن مع كونه سياسي وقائد فإنه لم يسع إلى إقامة المدينة الفاضلة، لكنه دعا إلى إقامتها.
مدينته سماها باليوتوبيا أو [ اللا مكان].
وتروي قصته الخيالية، يوتوبيا، التقاليد السياسية والأعراف الدينية والإجتماعية لجزيرة يوتوبيا.
ومن بين ما اقترحه توماس مور في المدينة الفاضلة يوتوبيا [1516] هو:
-الله هو القيمة الأعلى والإنسانية هي بنت الله
-الشيوعية كنظام اقتصادي
-من أساء الأدب يتم استعباده
-لا مكان للملاحدة [من أهم أفكار توماس مور]
-زِيّ موحَّد.....[ هذه لا تُعد مَزِيَّة]
-مطاعم للأكل الجماعي....[وهذه لا تعد مزية].
ويوتوبيا توماس مور كأنها هي المدينة التي يحلم بها الإنسان السَّوِيّ في عصرنا الحالي، عصر القرن الواحد والعشرين.

5-فرنسيس بيكون 1561م-1626م:
هو فيلسوف ورجل دولة،[بالنسبة لي هو لم يصل لرتبة فيلسوف، لأسباب، منها قوله بعدم جدوى المنطق الأرِسطي.
مدينة فرنسيس بيكون الفاضلة سماها بِ بِنْسالِم Bensalem والتي هي مكونة من كلمتين بالعبرية [بِنْ] وتعني [ابن]، و[شالِم] وتعني [الكمال]، وهكذا فَ بِنسالم تعني [ابن الكمال].
ومدينة فرنسيس بيكون هي مدينة متدينة خلوقة، محبة للعلم والعلماء، ديانتها هي المسيحية. ومدينة فرانسيس بيكون وإن لم تكتمل ككتاب، إلا أن أفكارها الرئيسية تشير إلى حسن توجه فرنسيس بيكون.

6-توماس كامبانيللا 1568م-1639م:
راهب دومينيكاني، فيلسوف، شاعر. مدينته الفاضلة سماها مدينة الشمس، باللاتينية La Citta Del Sole بالإنجليزية City Of The Sun .
الراهب المسيحي العفيف، يدعو إلى مدينة يكون فيها البضائع والنساء على المشاع.
راهب مسيحي.......شيوعية النساء.......فيلم هندي.
لكن من بين الأفكار الجيدة التي طُرِحت في مدينة الشمس هي،
-العمل 4 ساعات يومياً
-لا يوجد خُدّام، اخدم نفسك بنفسك
-الكل ذو كرامة متساوية.

7-كارل ماركس 1818م-1883م:
فيلسوف[أشك في وصوله لرتبة فيلسوف] واقتصادي وعالم اجتماع ومؤرخ وصحفي واشتراكي ثوري.
جاء بالمادية الجدلية وبشر بالشيوعية، وقال بأن الإشتراكية والشيوعية هي حتمية تاريخية.
وهكذا فمدينة كارل ماركس الفاضلة لا تكترث كثيراً بالأخلاق، لكن همها الأول والأخير هو إطعام البطن وسد الجوع المادي-لا الجوع الروحي العاطفي. لكن على كل حال، فقد بشر بشئ له علاقة بتكوين وإقامة المدينة الفاضلة.

8-أمين الريحاني 1876م-1940م:
هو مفكر وأديب وروائي ومؤرخ ورحالة ورسام كاريكاتير ومصلح اجتماعي. يعد من عمالقة الفكر في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. ويلقب بفيلسوف الفريكة.
يسمي مدينته الفاضلة بالمدينة العظمى، ويدعوها بمدينة الحرية. وهي التي تمارَس فيها الحرية الحقيقية. وهي غنية بنوابغها وشعرائها وعلمائها وفنانيها وصُنَّاعِها.


ننتقل الآن إلى: من [سَعَوْا] إلى إقامة المدينة الفاضلة، أيْ فضلاً عن [التمني] والدعوة فإنهم قد سعوا لإقامة المدينة الفاضلة.
ومن هؤلاء: إخناتون-سولون [صولون]-كونفوشيوس-أرِسطوطاليس-شيشرون-المسيح عليه السلام-حمدان قرمط والقرامطة-لينين.

1-إخناتون [ الروح الحية لآتون]:
هو امنحتب الرابع، من الأسرة الثامنة عشرة الفرعونية، حكم مصر لِ 17 سنة، وتوفي سنة 1336ق.م.
شرع فعلاً في إقامة دولة فاضلة تعبد إلهاً واحداً ويحترم مواطنيها بعضهم البعض، لكن للأسف حلمه لم يتجسد على أرض الواقع لفترة طويلة، فما هي إلا سنون معدودات ثم انتهى الحلم.

2-سولون أو[صولون] من أثينا 640ق.م-560ق.م:
وهو من حكماء الإغريق السبعة، شاعر وأديب وقانوني وسياسي، صاحب قانون صولون. وهو قانون محترم ويعتبر بذرة جيدة لإقامة مجتمع فاضل، لكن للأسف الحلم لم يكتمل.

3-كونفوشيوس 551ق.م-479ق.م:
بتعاليمه الصادقة شرع في إقامة مجتمع فاضل، ولم يكن خيالياً ولكنه كان يستند إلى الواقع.
ركز على الحياة الأرضية، ولم يلتفت كثيراً إلى حياة أخرى. حض على مكارم الأخلاق كأرضية صلبة تكفي لإقامة مجتمع فاضل.

4-أرِسطوطاليس 384ق.م-322ق.م:
هو فيلسوف يوناني، تلميذ أفلاطون ومعلم الإسكندر الأكبر، وهو واحد من أهم مؤسسي الفلسفة الغربية.
بالرغم من سكونية فلسفته وجمودها فقد سعى لإقامة المدينة الفاضلة من خلال تربيته وإشرافه على الإسكندر المقدوني.

5-شيشرون [ماركوس توليوس سيسرو] 106ق.م-43ق.م:
كاتب وخطيب وقانوني وسياسي روماني، وقد سعى بالفعل إلى إقامة مدينة فاضلة.

6-المسيح عليه السلام 4ق.م-33م:
على الرغم من أنه قال [مملكتي ليست من هذا العالم]، إلا أنه سعى سعياً حثيثاً جاداً لإقامة مملكة الله في المجتمع الأرضي بإرسال الرسل والمبشرين إلى أرجاء الأرض، وأعلن عالمية دعوته، فهي ليست لليهود وحدهم، بل هي لكل شعوب الأرض.

7-حمدان قرمط [ حمدان بن الأشعث الأهوازي]:
تبع أحد دعاة التشيع وهو [ حسين الأهوازي]، ثم خلفه بعد وفاته وأسس الدعوة القرمطية التي أخذت الكثير من مبادئ الإسماعيلية.
وقد أسس دولة فاضلة اشتراكية في ثلاث مناطق رئيسية وهي [جنوب العراق-بادية الشام-البحرين]، ونجحت دعوتهم رَدَحاً من الزمان، من 883م إلى 1074م، أي حوالي 191سنة.
قيل عنهم أنهم أباحوا النساء، وهذا ليس بصحيح.
أقاموا مجتمع اشتراكي مثالي، مبني على التسامح، فحيث كانوا لا يصلون إلا أنهم سمحوا ببناء المساجد لمن أراد.

8-لينين [فلاديمير ألييتش أوليانوف] 1870م-1924م:
محامي وكاتب ثوري روسي ماركسي، وقائد الحزب البُلشفي والثورة البُلشفية-كان يرفع شعار [الأرض والخبز والسلام].
وقد سعى إلى إقامة مجتمع تقل فيه المعاناة إلى أقصى درجة ممكنة. هو وإن كان ملحداً إلا أنه أسس أمة ليس فيها جائع.
قصة إلحاد لينين مثل قصة شيوعية النساء عند أفلاطون وعند كامبانيللا، يعني فيلم هندي. قصة انهيار الإتحاد السوفييتي....فيلم هندي. لماذا لم تنهار الصين الشيوعية التي غزت الفضاء، ودخلت دنيا تكنولوجيا النانو والمايكروتشيبس. فيلم هندي.

انتهينا من إلقاء نُبْذات عن من دَعَوْا إلى إقامة المدينة الفاضلة، وكذلك من سَعَوْا إلى إقامة المدينة الفاضلة.
ننتقل الآن إلى جزئية مهمة، وهي المدينة الفاضلة في القرآن والكتاب المقدس.

-في القرآن:
آيات [وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً] في أواخر سورة الفرقان، آية 63 إلى آخر السورة.
ومن منطوق الآيات، أهل المدينة الفاضلة هم عباد الرحمن، أيْ أنهم تحت سلطان وقوة اسم الله [الرحمن]، أي أنهم هم الرحماء،المرحومون، والرحمة تكون للنفس وللغير كما أن الظلم يكون للنفس وللغير [ظلمنا أنفسنا]. والذي يرحم نفسه، لا يوردها مواطن الزلل.
وقد وعدنا الله جل وعلا بإقامة الجنة على الأرض، وهو صادق في وعده بإذنه.
قد تم مدح قرى وذم أخرى، كما تم مدح مدن وذم أخرى:
-فالقرى منها ظالمٌ أهلها ومنها عادلٌ أهلها
-والمدن منها ظالمٌ أهلها ومنها عادلٌ أهلها.
ومن هذا، فإني أرى أن وحدة بناء الدولة في المدينة الفاضلة هي كيان بين القرية والمدينة. وقد اقترحت له اسم [قرْمَدينة]. وهو ما سنتكلم عنه بعد قليل، عندما أطرح فكرتي عن المدينة الفاضلة، مدينة الإنسان، ما هي؟، وما هي ملامحها؟.

في الكتاب المقدس:
كما قلنا، على الرغم من أن المسيح قال [مملكتي ليست من هذا العالم]، إلا أنه سعى بالفعل لإقامة مملكة الله على الأرض.
والمسيحيون منقسمون بين:
-هل قامت مملكة المسيح منذ بداية الكرازة[التبشير]؟
-أم مملكة الله لم تقم إلى الآن وأنها ستأتي في بداية الألف سنة السعيدة التي سيحكم فيها المسيح في مجيئه الثاني.

طبيعة المدينة الفاضلة في الكتاب المقدس:
-الحرية[لكنها الحرية الحقيقية].... 2كورنثوس17:3 [وأما الرب فهو الروح، وحيث روح الرب هناك حرية]، غلاطية1:5 [فاثبتوا إذاً في الحرية التي قد حررنا المسيح بها، ولا ترتبكوا أيضاً بنير العبودية]، غلاطية13:5 [فإنكم إنما دعيتم للحرية أيها الإخوة، غير أنه لا تُصَيِّروا الحرية فرصة للجسد].
-السلام..... حيث دُعي المسيح رئيس السلام، ودعى إلى السلام، يوحنا27:14 [سلاماً أترك لكم، سلاماً أعطيكم]، إشعياء6:9 [ويدعى اسمه عجيباً، مشيراً إلهاً قديراً، أباً أبدياً، رئيس السلام].
-التحرر من لعنة الناموس[الشريعة].....بالطبع هنا الناموس يعني الأمور التعبدية والكَفَّارية التي يتحملها الشعب أو الكاهن نيابة عن الشعب، وليست الأوامر والنواهي الأخلاقية، فهذه لا يمكن اسقاطها.
التحرر من لعنة الناموس تعني [إسقاط التكليف]
غلاطية21:2 [لأنه إن كان بالناموس بر، فالمسيح إذاً مات بلا سبب].
غلاطية10:3 [الآن جميع الذين هم من أعمال الناموس هم تحت لعنة]
إذاً كانت الشريعة[التكاليف] حارس ومؤدِّب لنا حتى يستعلن ملكوت الله.
غلاطية3:(23-25)[......كنا محروسين تحت الناموس.....الناموس مؤدبنا إلى المسيح.....بعدما جاء الإيمان، لسنا بعد تحت مؤدب].

ننتقل الآن إلى جزئية غاية في الأهمية وهي:
-هل ما يكرز[يبشر] به محمد يمكن أن يقيم دولة فاضلة؟
-هل أقام محمد مدينة فاضلة؟!

أقول:
القرآن يمكن أن يقيم مدينة فاضلة. كيف؟. بشيوع حفظه ودراسته وفهمه، وقلنا بأن فهمه يكون بالمنطق المناسب له، وبتأني، واستخدام الجدل كوسيلة لفهمه.
أما الإسلام المحمدي سنِّيَّاً كان أو شيعياً، المستند إلى نصوص الحديث والمرويات وتراث الأئمة، والقرآن بفهم ابن كثير وابن تيمية فلا يمكن أن يقيم إلا مدينة الواق واق.
أما محمد في زمنه، فهل أقام مدينة فاضلة؟، بالطبع لم يُقم مدينة فاضلة، ولا يمكنه أن يقيم مدينة فاضلة. لماذا؟، لضعف أخلاقه[أخلاق محمد]، ولا يتوهم واهم أن محمداً أقام مدينة فاضلة في مجتمع المدينة، إلا إذا كان مُغَيَّباً تحت أُطُر اللاوعي، أو كان ضعيف الأخلاق، تماماً كمحمد.

وفق وجهة نظري، ونظريتي، فإن يسوع، ومحمد ليسا شخصيات تاريخية، ولكننا نتعامل معهما كما لو كانا شخصيتين تاريخيتين.
نكمل في المقالة أو المقالتين أو المقالات التالية.

أرجو ألا أكون قد أطلت.....وشكراً.

No comments:

Post a Comment