المبروك ابن بدوية
المبروك ابن بدوية هو زينة شباب القبيلة، ومصدر فخرها وعزتها، ومنبع شرفها
وعذريتها.
استطاع أن يتغلب على الحرمان، وعلى موت أبيه حتى من قبل أن يولد.
قالوا عن المبروك ابن بدوية أنه همجي وقالوا عنه أنه صَلْعَمِيّ [أي أنه
كان غزير الشعر ويكره الصلع].
ماذا يَضيرك يا مبروك لو نبحت كل كلاب الأرض، كلاب الأرض تعوي وبدوية هيّ
هيّ وابن بدوية هوّ هوّ.
قالوا عن المبروك أنه انتهازي، وصولي، يستغل الفرص جيداً.
ماذا يَضير أو يعيب ابن بدوية أن وجد امرأة غنية تُعيله، ما المانع من أن
تعول امرأةٌ بدوياً، وأيّ انتهازية وأيّ تسلق في الأمر، ابن بدوية هو زينة شباب
القبيلة، وأيّ امرأة تتمناه.
بدوية هذه هي أم بدوي، تنتسب إلي قبائل البدو الأعرابية، وهم قبائل تعيش
على صيد البقر الوحشي، والغزلان، والظباء المنتشرة بالصحراء وكذلك على صيد الضب،
وشن الغارات، والتجارة، رحلتين واحدة في الصيف وواحدة في الشتاء إلى الشام واليمن.
وقد كون أثرياء عَكَّة الكثير من الثروات من تجارة البعير وبوله، وكانوا
يحملون الزكائب من الشام إلى اليمن ومن اليمن إلى الشام. وكانوا يأخذون عمولات،
ومن هذه العمولات أثروا ثراءاً فاحشاً، إذا كان سادات عَكَّة يشترون العبيد
والجواري، من تجارة اليمن والشام، من نقل البضائع، من وإلى الشام واليمن.
أما عَكَّة نفسها فلم يكن بها مصدر إنتاج، إذا كانت صحراء جرداء، لا فيها
زرع ولا ماء.
ومع ذلك فقد اشترى سادات عَكَّة العبيد والإماء من تجارة اليمن والشام..ها
ها ها.
البعير الواحد كان يحمل 300كيلو جرام على ظهره ويسير بها لمدة شهرين في حر
الصحراء.
كان يأكل البعير 50كيلو من حمولته ويبقى 250كيلو يأخذ منها الأعرابي، صاحب
التجارة 20كيلو، ويبقى 230 كيلو جرام هي من نصيب الشاميّ أو اليمنيّ.
وقد ألمح إلى هذه المفارقة الكاتب المصري الكبير الدكتور يوسف زيدان في
روايته [النبطي].
فمن ال 20كيلو التي يأخذها الأعرابي في مدة شهرين عن البعير الواحد، استطاع
تكوين ثروة، وجَلْب العبيد والإماء في الصحراء الجرداء، التي لا زرع فيها ولا ماء.
لك الله يا ابن بدوية، يا بهجة روحي وبلسم جروحي.
قالوا عن ابن بدوية أنه يتمسكن حتى يتمكن وأنه لما جاءه خبر السماء، أظهر
الطيبة لأهله وأهل عشيرته في عَكَّة وقال: ما عليّ إلا البلاغ، ولم يحمل الهِراوة
ولا النَّبُّوت في وجه عشيرته. لكنه لما ترك عَكَّة وذهب إلى المتينة، انقلب 180
درجة، فصار عدوانياً سَيْكوباتياً. وحمل النَّبُّوت في وجه أهله لأنهم لم يتقبلوا
خبر السماء، الذي يحمل في طياته الخير لأهل الأرض جميعاً.
والله ما فهموك يا ابن بدوية، هؤلاء الحمقى!!، هؤلاء عبدة الأوثان
والأصنام، والله ما فهموك، فَ تِينَك هو أعظم تِين، وسينك هو أعظم سين، وجِينك هو
أعظم جين، وحينك هو أعظم حين.
هؤلاء الخبثاء، الجبناء، يقولون ماذا؟....يقولون، الخبثاء، يقولون أنك كنت
عقيماً، لماذا؟....لأنك أنجبت 6 من الأبناء من امرأة واحدة في مدة عشرين سنة، ثم
لما تزوجتَ بعدها في المتينة، عجزتَ عن أن تُنجب ولو بولد واحد من ستة نسوة مدة 7
سنين، ثم بعد ذلك أنجبت ولداً واحداً من الجارية المصرية،...وهذا يعني بكل بساطة
أن أبناءك ليسوا من صُلبك . هؤلاء الخبثاء، الجبناء.
الرعاديد يقولون ماذا؟.....فداك أبي وأمي يا المبروك.....يقولون بأنك
اشتهيتَ امرأة ابنك فطلقتها منه ثم تزوجتها....يعني ماذا؟، الخبثاء، يعني
إيه؟....يعني بعد ما كانت الفِلَّة في المَنَفِلّة، أصبحت الفلة في القُلَّة. يعني
إيه؟..............يعني فِلِّة المبروك، ولا مؤاخذة، بَقِتْ[أصبحت] في القلة
اللي[التي] كان بيشرب منها ابنه.
الجبناء يقولون ماذا؟ يا
المبروك ، يقولون بأنك ذبحت
اليهوت مع أن تينك ما هو إلا يهوتية مشوهَة. يهوتية في أقبح صورِها.
يقولون ويقولون ويقولون.....لكن سيظل ابن بدوية هوّ هوّ ابن بدوية، وستظل
بدوية هيّ هيّ بدوية.
ليل يا ليالي...وعين يا ليالي
دا ليل يا ليالي...عين يا ليالي
ارتاح يا قلبي ليلة.......بعد الغربة الطويلة
ارتاح يا قلبي ليلة......بعد الغربة الطويلة
وانسى فِ سهرة جميلة يا عيني.....أحزان كل الليالي يا عيني
وافرح دا العمر غالي.
[الرب راعِيّ فلا يَعُوزُني شئ]
أرجو ألا أكون قد أطلت....وشكراً.