تكلمنا في (أصول فهم القرآن-10 ) عن
أمية الرسول وهل كان النبي أمي أم لا....قبل أن ننتقل للمقدمة الفاسدة
التالية،نتكلم عن جزئية لها علاقة ب أمِّيِّة الرسول أيضاً، قد يقول قائل
مجئ النبي بالقرآن و هو أمي يشبه حفظ الأعمى للقرآن، فَ الأعمى بحكم عماه
لا يعرف القراءة والكتابة، و بالتالي فهو يعتمد على ذاكرته فقط، أقول مثال
الأعمى لا يشبه من قريب أو بعيد مثال أمية الرسول،هل هناك أعمى يحفظ القرآن
برواياته العشرين،هل يحفظ الأعمى القرآن مفرقاً و يعيد ترتيب القرآن عشرات
المرات، وفوق كل هذا هل ينقل الأعمى الخط القرآني عن رب العِزّة،جزئية
الخط القرآني وحدها تعد معضلة كبرى.
نتكلم الآن عن مقدمة أخرى فاسدة و هي :
قولهم العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
كالعادة، نتتبع من خلال الأمثلة، و نرى إن كانوا أصابوا التعبير أم أخطأوا التعبير، إن كانوا يعرفون التكلم أم لا يعرفون كيف يتكلمون.سنرى أيضاً ما الذي يقصدونه فعلياً، بقولهم العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وهل هذا المبدأ، وفق مفهومهم، صواب أم خطأ ؟، وما هو الصواب ؟.
يدللون على مبدئهم (العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ) بآيات،منها مثلاً قوله تعالى : ( و إن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم له خيرٌ للصابرين ) النحل-126، يقولون،هذه الآية وفق أسباب النزول نزلت في شهداء أحد،لكنها عامة في من أراد القصاص،لماذا؟ لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب...وفق ما فعلوه بالضبط...هل يمكن أن نقول :
هذه الآية بألفاظها هي معمَّمَة على كل حدث يشبه سبب النزول.
أو ، بتعبير أدق :
هذه الآية بألفاظها هي مخصَّصَة لِ كل حدث يشبه سبب النزول.
فما حدث فعلياً هو أنهم لم يعمموا اللفظ بل خصصوه....يعني دماغهم متركبة شمال.
ما حصل فعلياً هو حصْر الألفاظ في أسباب النزول فقط، مع أننا قلنا سابقاً أنه لا اعتبار لأسباب النزول، لأنه بمجرد إضافة الآية إلى كتاب الله فقد صارت جزءاً من كلٍّ، هذا الكل هو القرآن ككل،كله على بعضه صار وحدة واحدة مكونة من أجزاء،متسقة ومتناسقة و متداخلة،أشبه ما تكون بالشبكة العنكبوتية.
في قولهم (لا بخصوص السبب ) هم يقصدون سبب النزول.
قلنا أن بعض العلمانيين الذين قالوا بتاريخية النص القرآني ,يقصدون أنه لا استخدام أو تفعيل له الآن،في زماننا ووقتنا الحاضر . أي أن هؤلاء البعض من العلمانيين يريدون إخراج القرآن من حياة الجماعة المؤمنة به،فلا ينالها منه سوى قراءة الألفاظ والحروف تعبداً لا أكثر ولا أقل.
دعاة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب هم بمنتهى البساطة يقولون بتاريخية مُقَنَّعة، أي أنهم يقولون أيضاً بأن القرآن نص تاريخي.
ما يفعله دعاة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب هو أنهم يحصرون الألفاظ في السبب بعد تعميمه،فيكون الصواب أن نعبر عن هذا المبدأ،مبدأ حصر الألفاظ في السبب بعد تعميمه،الصواب أن نعبر عنه بِ العبرة بتخصيص اللفظ بعد تعميم السبب، أي بعد تعميم السبب في كل زمان .
فوفق هذا المبدأ،هم قد حصروا اللفظ في السبب وما يشبهه فقط في الأزمنة المختلفة.
وهي تاريخية مُقَنَّعة، لماذا؟ لماذا هي تاريخية مُقَنَّعة؟لأنها لم تحرر النص تحريراً فعلياً من الزمان و المكان، بل استنسخت الزمان و المكان في الأزمنة و الأمكنة المختلفة،أي تاريخية النص القرآني .
وهذه هي خطورة العبارة التي عبروا عن مدلولها خطأ فقالوا : العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
وهم أرادوا : العبرة ب تخصيص اللفظ بعد تعميم السبب على كل زمان.
أو بعبارة أدق : العبرة ب تخصيص اللفظ في السبب بعد تعميم السبب على كل زمان.
وكما قلنا أن تعميم السبب في كل زمان لا يخدعنا لأنها تاريخية مُقَنَّعة.....طَبْ....كيف لم يلتفت القائل بهذا المبدأ وهذه العبارة إلى أنها تاريخية؟، أي أنه يقول بطريقة غير مباشرة أن القرآن نص تاريخي....نقول...لم يلتفت لذلك لضعفه العقلي ....كما قلنا 90% من ألفاظهم و عباراتهم و مصطلحاتهم خاطئة،إما أنها لا تعبر عما يقصدونه فعلاً،أو أنها تعبر عن مبادئ خاطئة في حد ذاتها، أو الإثنين معاً،فهم لا يجيدون التعبير على أي حال.
المطلوب مني الآن هو ضبط الألفاظ و العبارات والإصطلاحات ثم ضبط المبادئ.
ذكرنا مثال (و إن عاقبتم فعاقبوا)النحل-126، و الآن نذكر مثالين آخرين استخدمهما دعاة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب وهما :
قوله تعالى ( و السارق و السارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالا من الله ) المائدة-38 ...قالوا...نزلت في صفوان بن أمية لما سُرِق، وقيل نزلت في طعمة بن أبيرق سارق الدرع،و الآية تعم كل من سرق أن تُقطع يده...و هكذا العبرة تعم كل من سرق ..إذاً العبرة بعموم اللفظ...مع أن الذي حصل فعلياً هو أنهم خصصوا اللفظ لتلك الواقعة.
قوله تعالى ( والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله.......) النور-6 ...قالوا نزلت في هلال بن أمية لما قذف امرأته، إلا أنها عامة في الأزواج الذين يقذفون زوجاتهم.
إذاً.....إذا كان ( العبرة بتخصيص اللفظ في السبب بعد تعميمه ) مبدأ خاطئ،فما هو الصواب ؟
أقول، الصواب، لكي يتم تحرير اللفظ والآية من الزمان و المكان،هو أن يكون المبدأ ( العبرة بتخصيص اللفظ حيث لا سبب )أي لا سبب نزول، تخصيص اللفظ لأن ألفاظ القرآن بطبيعتها مفتوحة الدلالة،تحتاج إلى التخصيص . كذلك يمكن أن يكون المبدأ (العبرة بتخصيص اللفظ حيث يتعدد السبب )،فنحن لا نحتاج للنظر في كتب الأقدمين لمعرفة أسباب النزول لأنها لا تعني شيئاً....إذاً...لا سبب...حيث ننشئ نحن أسباب للآية الواحدة بل للعبارة الواحدة،بل للفظة الواحدة حسب سياقات القرآن ككل و تَقَابُل الآيات و العبارات و الألفاظ مع بعضها البعض...فَ نحن من سياق القرآن قد نوجد للآية الواحدة عشرون سبب .
إذاً العبرة بتخصيص اللفظ حيث يتعدد السبب ، لكننا لا نقصد ب السبب هنا سبب النزول، و إنما نقصد المفهوم من دلالات القرآن، وعلاقة العبارات و الألفاظ ببعضها البعض....
أرجو ألا أكون قد أطلت....شكر
نتكلم الآن عن مقدمة أخرى فاسدة و هي :
قولهم العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
كالعادة، نتتبع من خلال الأمثلة، و نرى إن كانوا أصابوا التعبير أم أخطأوا التعبير، إن كانوا يعرفون التكلم أم لا يعرفون كيف يتكلمون.سنرى أيضاً ما الذي يقصدونه فعلياً، بقولهم العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وهل هذا المبدأ، وفق مفهومهم، صواب أم خطأ ؟، وما هو الصواب ؟.
يدللون على مبدئهم (العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ) بآيات،منها مثلاً قوله تعالى : ( و إن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم له خيرٌ للصابرين ) النحل-126، يقولون،هذه الآية وفق أسباب النزول نزلت في شهداء أحد،لكنها عامة في من أراد القصاص،لماذا؟ لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب...وفق ما فعلوه بالضبط...هل يمكن أن نقول :
هذه الآية بألفاظها هي معمَّمَة على كل حدث يشبه سبب النزول.
أو ، بتعبير أدق :
هذه الآية بألفاظها هي مخصَّصَة لِ كل حدث يشبه سبب النزول.
فما حدث فعلياً هو أنهم لم يعمموا اللفظ بل خصصوه....يعني دماغهم متركبة شمال.
ما حصل فعلياً هو حصْر الألفاظ في أسباب النزول فقط، مع أننا قلنا سابقاً أنه لا اعتبار لأسباب النزول، لأنه بمجرد إضافة الآية إلى كتاب الله فقد صارت جزءاً من كلٍّ، هذا الكل هو القرآن ككل،كله على بعضه صار وحدة واحدة مكونة من أجزاء،متسقة ومتناسقة و متداخلة،أشبه ما تكون بالشبكة العنكبوتية.
في قولهم (لا بخصوص السبب ) هم يقصدون سبب النزول.
قلنا أن بعض العلمانيين الذين قالوا بتاريخية النص القرآني ,يقصدون أنه لا استخدام أو تفعيل له الآن،في زماننا ووقتنا الحاضر . أي أن هؤلاء البعض من العلمانيين يريدون إخراج القرآن من حياة الجماعة المؤمنة به،فلا ينالها منه سوى قراءة الألفاظ والحروف تعبداً لا أكثر ولا أقل.
دعاة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب هم بمنتهى البساطة يقولون بتاريخية مُقَنَّعة، أي أنهم يقولون أيضاً بأن القرآن نص تاريخي.
ما يفعله دعاة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب هو أنهم يحصرون الألفاظ في السبب بعد تعميمه،فيكون الصواب أن نعبر عن هذا المبدأ،مبدأ حصر الألفاظ في السبب بعد تعميمه،الصواب أن نعبر عنه بِ العبرة بتخصيص اللفظ بعد تعميم السبب، أي بعد تعميم السبب في كل زمان .
فوفق هذا المبدأ،هم قد حصروا اللفظ في السبب وما يشبهه فقط في الأزمنة المختلفة.
وهي تاريخية مُقَنَّعة، لماذا؟ لماذا هي تاريخية مُقَنَّعة؟لأنها لم تحرر النص تحريراً فعلياً من الزمان و المكان، بل استنسخت الزمان و المكان في الأزمنة و الأمكنة المختلفة،أي تاريخية النص القرآني .
وهذه هي خطورة العبارة التي عبروا عن مدلولها خطأ فقالوا : العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
وهم أرادوا : العبرة ب تخصيص اللفظ بعد تعميم السبب على كل زمان.
أو بعبارة أدق : العبرة ب تخصيص اللفظ في السبب بعد تعميم السبب على كل زمان.
وكما قلنا أن تعميم السبب في كل زمان لا يخدعنا لأنها تاريخية مُقَنَّعة.....طَبْ....كيف لم يلتفت القائل بهذا المبدأ وهذه العبارة إلى أنها تاريخية؟، أي أنه يقول بطريقة غير مباشرة أن القرآن نص تاريخي....نقول...لم يلتفت لذلك لضعفه العقلي ....كما قلنا 90% من ألفاظهم و عباراتهم و مصطلحاتهم خاطئة،إما أنها لا تعبر عما يقصدونه فعلاً،أو أنها تعبر عن مبادئ خاطئة في حد ذاتها، أو الإثنين معاً،فهم لا يجيدون التعبير على أي حال.
المطلوب مني الآن هو ضبط الألفاظ و العبارات والإصطلاحات ثم ضبط المبادئ.
ذكرنا مثال (و إن عاقبتم فعاقبوا)النحل-126، و الآن نذكر مثالين آخرين استخدمهما دعاة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب وهما :
قوله تعالى ( و السارق و السارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالا من الله ) المائدة-38 ...قالوا...نزلت في صفوان بن أمية لما سُرِق، وقيل نزلت في طعمة بن أبيرق سارق الدرع،و الآية تعم كل من سرق أن تُقطع يده...و هكذا العبرة تعم كل من سرق ..إذاً العبرة بعموم اللفظ...مع أن الذي حصل فعلياً هو أنهم خصصوا اللفظ لتلك الواقعة.
قوله تعالى ( والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله.......) النور-6 ...قالوا نزلت في هلال بن أمية لما قذف امرأته، إلا أنها عامة في الأزواج الذين يقذفون زوجاتهم.
إذاً.....إذا كان ( العبرة بتخصيص اللفظ في السبب بعد تعميمه ) مبدأ خاطئ،فما هو الصواب ؟
أقول، الصواب، لكي يتم تحرير اللفظ والآية من الزمان و المكان،هو أن يكون المبدأ ( العبرة بتخصيص اللفظ حيث لا سبب )أي لا سبب نزول، تخصيص اللفظ لأن ألفاظ القرآن بطبيعتها مفتوحة الدلالة،تحتاج إلى التخصيص . كذلك يمكن أن يكون المبدأ (العبرة بتخصيص اللفظ حيث يتعدد السبب )،فنحن لا نحتاج للنظر في كتب الأقدمين لمعرفة أسباب النزول لأنها لا تعني شيئاً....إذاً...لا سبب...حيث ننشئ نحن أسباب للآية الواحدة بل للعبارة الواحدة،بل للفظة الواحدة حسب سياقات القرآن ككل و تَقَابُل الآيات و العبارات و الألفاظ مع بعضها البعض...فَ نحن من سياق القرآن قد نوجد للآية الواحدة عشرون سبب .
إذاً العبرة بتخصيص اللفظ حيث يتعدد السبب ، لكننا لا نقصد ب السبب هنا سبب النزول، و إنما نقصد المفهوم من دلالات القرآن، وعلاقة العبارات و الألفاظ ببعضها البعض....
أرجو ألا أكون قد أطلت....شكر
No comments:
Post a Comment