Wednesday, May 2, 2018

اللاوعي والسفسطة

اللاوعي هو دوامة و متاهة من المقدمات و النتائج الفاسدة ، التي تعمل على ضلال الفرد و المجتمع ، ومن ثم شقاء الفرد و المجتمع .

اللعب على وتر الفضيلة وما يتْبَعه من تمرير عقائد و شرائع و أخلاق فاسدة ، تحت حُجّة الفضيلة ، هو اللاوعي ، هو الجنون بعينه .

أفي الله شك ، هذه هي الحقيقة التي لا يتمارى فيها اثنان ، هذا هو الأصل الأصيل ، عرِّض باقي حقيبة الأفكار للفحص و الفرز ، تعالى الله عن أن يكون فكرة .

اللاوعي نوعان :

لاوعي جماعي وهو : إطار من المقدمات الخاطئة مفروض بسلطة المجموعة .
ومن هنا تأتي خطورة المجموعة ، الجماعة ، القطيع .

لاوعي شخصي وهو : إطار من المقدمات الخاطئة مفروض بسلطة العقائدية (الدوجمائية) ، و الميول الشخصية الخاطئة (الهوى)، والضعف العقلي(نقص معدل الذكاء أو ضعف الذاكرة)
العقائدية و الهوى والضعف العقلي هي عيوب خِلقية يولد بها بعض الأشخاص و يمكن علاجها .

المقدمة هي ما يتقدم الشئ ، هي ما يأتي أولاً ، هي ما يليه النتيجة : مقدمة تؤدي إلى نتيجة ........ سبب يؤدي إلى نتيجة .

معظم البشر يولد بميل فطري لأن يعتقد ، و بميل فطري لأن يكون فاضلا .
ما يفعله السلفيون و أشباههم هو أنهم يضربون الميل للإعتقاد بالميل للفضيلة ، بطرح أجوبة سفيهة لقضايا وجودية خطيرة من خلال اللعب على وتر الفضيلة ، و بالتالي يعطلون آلية الجَدَل ، فيتسببون في شلل وجودي للواقع تحت قبضتهم .

أُطُر اللاوعي من الأدنى للأعلى :

اللاوعي الشخصي ثم إطار المذهب ثم إطار المذاهب المتشابهة ثم إطار المذاهب المتنافرة ثم إطار الدين ككل .

بعض الأديان هي (أديان لا وعيية ) مثل الدين الإسلامي ، الدين اليهودي .
بعض الأديان هي (أديان وعيية نوعاً ما) مثل الدين المسيحي و الهندوسية .
لم يوجد حتى الآن الدين أو المذهب الذي يمنح الوعي الكامل .


هل اللاواعي هو السوفسطائي ؟
بالطبع اللاواعي هو السوفسطائي .

سفسطة السوفسطائي تكون خارجة عن إرادته ، فهو لا يسفسط بإرادته ،
السوفسطائي قد يكون السلفي أو السني أو الإسلاموي ، و قد يكون المسيحي المتدين ، وقد يكون الليبرالي أو العلماني ،
فأيٌّ من هؤلاء يتبنى حقيبة من الأفكار بناءً على ميوله الشخصية الخاطئة (هواه) ، وبناءً على دوجمائيته .

أسلوب السوفسطائي هو استدعاء و استدرار التعاطف ، و الشخصنة ، والإرهاب الفكري ، في قالب وعظي خُطَبي .

بعكس الحكيم أو الفيلسوف الحقيقي ، فإن كلامه وأفعاله ، تعتمد على الجَدَل و المنطق ولغة 1+1=2
ولا يعمد الحكيم إلى استدرار التعاطف أو الشخصنة ، هذا لأن أفعاله وتصرفاته و أقواله نابعة عن عقل سليم و قلب سليم .

فَ الجَدَل هو مَلَكة يتمكن منها ذو العقل السليم و القلب السليم .

يمكن تدريب و تمرين السوفسطائي على الجَدَل ،

أحسن وسيلة لعلاج الخلل المنطقي اللغوي النفسي عند السوفسطائيين هو العكوف على حفظ القرآن ثم دراسته و تأمله .


الفرد : هو من تصرفاته نابعة من أناه الحقيقة .
الشخص : هو من تصرفاته نابعة من أناه الزائفة .

الأشخاص يمكن أن يتطوروا إلى أفراد .

يوجد بشر كثيرين يولدون أفراداً ، من لحظة الميلاد يولدون أفراداً .

الجَدَل غير الجِدال ،
الجَدَل هو أداة الحكيم أو الفيلسوف
الجِدال هو أداة السوفسطائي .

No comments:

Post a Comment