تكلمنا في فهم القرآن-13 عن التكرار في القرآن ،وفنَّدنا قولهم التكرار يفيد التأكيد.
والآن نتكلم عن بعض المقدمات الفاسدة الأخرى . ومنها :
قولهم لا ترادف في القرآن ،وقولهم يوجد ترادف في القرآن .
قولهم يستشهد على عبارات القرآن بالمأثور من كلام العرب خصوصاً الشعر وبالأخص الشعر الجاهلي .
قولهم كل الكلمات المتفرعة من جذر لغوي واحد يحيط بها إطار واحد من الدلالات والمعنى .
قولهم معجزة الرقم 19 ،والفهم السطحي للعلاقات العددية في القرآن .
نبدأ بقولهم (لا ترادف في القرآن) وقولهم (يوجد ترادف في القرآن) :
لا ترادف في القرآن ، تعني بمنتهى البساطة : القرآن لا يفسر بعضه بعضاً ،فَ لكي يفسر القرآن بعضه بعضاً ،لا بد أن يكون هناك ترادف .
من أمثلة الترادف في القرآن :
قوله تعالى (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها)التوبة-103، تطهرهم=تزكيهم ،
قوله تعالى(ثم عبس وبسر)المدثر-22 ، عبس=بسر،
قوله تعالى(وإن مسه الشر فيؤوس قنوط)فصلت-49 ،يؤوس=قنوط ،
قوله تعالى(ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر)النساء-172 ،يستنكف=يستكبر ،
قوله تعالى (حيث ثقفتموهم)البقرة-191 و قوله تعالى (حيث وجدتموهم)النساء-89 ، ثقفتموهم=وجدتموهم ،
قوله تعالى (فانفجرت من اثنتا عشرة عيناً)البقرة-60 وقوله تعالى (فانبجست منه اثنتا عشرة عيناً)الأعراف-160 ،انفجرت=انبجست ،
فلكي يفسر القرآن بعضه بعضاً لا بد أن يكون هناك ترادف في بعض ألفاظه ،هذا الترادف إما كلي أو جزئي،ترادف كلي أو ترادف جزئي .
التراف الجزئي يعني أن اللفظة ب تساوي اللفظة أ لكنها تزيد عليها أيضاً بمقدار كذا ، مثل عبس=بسر فَ بسر تعني عبس ،لكنها قد تعني أيضاً العبوس الشديد ،ليس مجرد العبوس ،بل العبوس الشديد ، ثم بَسَر لها معانٍ أخرى كثيرة ،غير معنى العبوس .
بَسَر= بسر القرحة ،نكأها قبل تمام الشفاء
بَسَر=بسر الحاجةَ ،طلبها في غير حينها
بَسَر=عَجِل
بَسَر=بسر بالشئِ،ابتدأ به
بَسَر=بسر الديْنَ ،تقاضاه في حلول موعده
بَسَر=بسر السقاءَ،شرب من لبنه قبل أن يروب
فَ الترادف الجزئي ،يعني أن اللفظة ب تساوي اللفظة أ لكنها تزيد عليها أيضاً بمقدار كذا ، أو أنها تساويها من جهة كذا ، لكنها تختلف عنها أيضاً من جهة كذا .
مثال الترادف الكلي ،قوله تعالى (تطهرهم وتزكيهم بها) فَ الطهارة هي الزكاة،و الزكاة هي الطهارة .
قولهم (يوجد ترادف في القرآن) ، يعني أن القرآن كتاب تكرار عبثي ، يكرر نفس الألفاظ ، ويكرر نفس القصص و الأحداث بطريقة عبثية .
الذي يقول بالترادف مثلاً يقول بأن يوم الدين هو هو يوم التغابن هو هو يوم الحشر هو هو يوم القيامة هو هو الساعة هو هو الصاخة هو هو الطامة الكبرى هو هو يوم الجمع هو هو يوم الفصل هو هو القارعة هو هو يوم الزلزلة .
بالطبع هذا كلام عبثي ،بل الصواب أنه يوجد بعض الترادف ،لكن يوجد أيضاً عدم ترادف ،فيوم الحشر ليس هو يوم التغابن ليس هو القارعة ليس هو القيامة ليس هو الساعة .
فهذه الألفاظ قد تتساوى باعتبار ،لكنها تختلف أيضاً باعتبارات أخرى.
من المقدمات الفاسدة قولهم (يستشهد على تعابير القرآن بالمأثور من كلام العرب ،خصوصاً الشعر،و بالأخص الشعر الجاهلي)...أقول:
القرآن ليس شعراً من حيث البنية و الأسلوب ، وبالتالي لا يمكن الاستشهاد على بلاغة القرآن مثلاً من الأساليب الشعرية ،الشعر العربي الكلاسيكي مبني على التكلف و التصنع ،في الغالب، مجرد كلام موزون مقفى ، وليس هو تجربة يقاسيها الشاعر ثم يعبر عنها بألفاظٍ وبنىً جميلة .
الصواب أنه يستدل على بعض أساليب وبنى القرآن ببعض الأساليب النثرية ، وما يشببهها ، وليس كل أساليب القرآن ، وليس كل الأساليب النثرية.
كما يستدل على ألفاظ القرآن بما هو موجود في المعاجم المعتبرة للغة ، كما يُستدل على بعض ألفاظه من ألفاظ اللغات الآرامية و السريانية و العبرية و اليونانية،لوجود الكثير من الألفاظ في القرآن من أصل آرامي و سرياني و عبري ويوناني .
من المقدمات الفاسدة قولهم :
كل الكلمات المتفرعة من جذر لغوي واحد يحيط بها إطار واحد من الدلالات والمعنى ...مثل الجِنّ ،الجنة ،المجنون،جَنّ عليه الليل ،كلها من جذر لغوي واحد وهو جَنّ بمعنى ستر و أخفى...ومثل الزَّوَر ، الزُّور ،زَوَّر الطائرُ ،زَوَّر الشئَ،زَوِر صدره أي إعوج ، كلها من الجذر اللغوي زَوَر بمعنى مال .
هذه المقدمة الفاسدة يُرَدّ عليها بمثال (المشترك اللفظي)في المنطق ،مثال :
الليث=الأسد
الليث=نوع من العنكبوت
الليث= اللسِن،البليغ
كلمة واحدة جاءت بثلاث معانٍ لا رابط بينها ،اشتركت في نفس الجذر بل في نفس اللفظ ،ومع ذلك لا رابط بينها ،لا أرضية مشتركة تجمع بين المعاني الثلاث.
مثال آخر:
الغَرْب=ضد الشرق
الغَرْب=الفَرَس الكثير الجري
الغَرْب=عرق في العنق
الغَرْب=أول كل شئ
الغَرْب=الدلو الكبير
خذ مثلاً قول الشاعر :
يا ويح قلبي من دواعي الهوى إذا رحل الجيران عند الغُروب
أتبعهم طرفي و قد أزمعوا ودمع عيني كفيض الغُروب
كانوا وفيهم طفلة حرة تفتر عن مثل أقاحي الغُروب
الغروب في البيت الأول هو غروب الشمس
الغروب في البيت الثاني هو الدلو الممتلئ
الغروب في البيت الثالث هو الوهاد المنخفضة
وهكذا فَ المشترك اللفظي ينقض القول في اتحاد المعنى فيما كان من جذر لغوي واحد.
الصواب هو أننا ندخل في رحلة جدلية ،متأنية،حتى نعلم المراد ونضبط المعنى.
من المقدمات الفاسدة : معجزة الرقم 19 ،والفهم السطحي للعلاقات العددية في القرآن.
بالطبع القرآن مبني على معادلات رياضية ، لكن هذه المعادلات الرياضية ليست هي تلك العلاقات العددية الساذجة .بل إن هناك علاقات رياضية ممثلة بمعادلات رياضية تربط مكونات اللغة الواحدة ببعضها البعض ،بل تربط كل لغات العالم ببعضها البعض.
فَ كل لغات العالم وجدت مع بعضها البعض دفعة واحدة ، مرتبطة ببعضها البعض بمعادلات رياضية .لكن التطور البشري إلى الآن ،و في عصر الثورة المعلوماتية و ثورة الإتصالات ،لم يصل إلى المدى الذي يمَكّنه من إدراك المعادلات التي تربط كل لغات العالم ببعضها البعض.
في المستقبل القريب قد نتمكن من إدراك العلاقات الرياضية التي تربط القرآن ببعضه البعض ,وتربطه باللغة العربية ،وتربطه بباقي لغات العالم.
لمتابعتي ،يمكنكم قراءة مقالاتي في عرب تايمز .
أرجو ألا أكون قد أطلت . وشكراً.
والآن نتكلم عن بعض المقدمات الفاسدة الأخرى . ومنها :
قولهم لا ترادف في القرآن ،وقولهم يوجد ترادف في القرآن .
قولهم يستشهد على عبارات القرآن بالمأثور من كلام العرب خصوصاً الشعر وبالأخص الشعر الجاهلي .
قولهم كل الكلمات المتفرعة من جذر لغوي واحد يحيط بها إطار واحد من الدلالات والمعنى .
قولهم معجزة الرقم 19 ،والفهم السطحي للعلاقات العددية في القرآن .
نبدأ بقولهم (لا ترادف في القرآن) وقولهم (يوجد ترادف في القرآن) :
لا ترادف في القرآن ، تعني بمنتهى البساطة : القرآن لا يفسر بعضه بعضاً ،فَ لكي يفسر القرآن بعضه بعضاً ،لا بد أن يكون هناك ترادف .
من أمثلة الترادف في القرآن :
قوله تعالى (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها)التوبة-103، تطهرهم=تزكيهم ،
قوله تعالى(ثم عبس وبسر)المدثر-22 ، عبس=بسر،
قوله تعالى(وإن مسه الشر فيؤوس قنوط)فصلت-49 ،يؤوس=قنوط ،
قوله تعالى(ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر)النساء-172 ،يستنكف=يستكبر ،
قوله تعالى (حيث ثقفتموهم)البقرة-191 و قوله تعالى (حيث وجدتموهم)النساء-89 ، ثقفتموهم=وجدتموهم ،
قوله تعالى (فانفجرت من اثنتا عشرة عيناً)البقرة-60 وقوله تعالى (فانبجست منه اثنتا عشرة عيناً)الأعراف-160 ،انفجرت=انبجست ،
فلكي يفسر القرآن بعضه بعضاً لا بد أن يكون هناك ترادف في بعض ألفاظه ،هذا الترادف إما كلي أو جزئي،ترادف كلي أو ترادف جزئي .
التراف الجزئي يعني أن اللفظة ب تساوي اللفظة أ لكنها تزيد عليها أيضاً بمقدار كذا ، مثل عبس=بسر فَ بسر تعني عبس ،لكنها قد تعني أيضاً العبوس الشديد ،ليس مجرد العبوس ،بل العبوس الشديد ، ثم بَسَر لها معانٍ أخرى كثيرة ،غير معنى العبوس .
بَسَر= بسر القرحة ،نكأها قبل تمام الشفاء
بَسَر=بسر الحاجةَ ،طلبها في غير حينها
بَسَر=عَجِل
بَسَر=بسر بالشئِ،ابتدأ به
بَسَر=بسر الديْنَ ،تقاضاه في حلول موعده
بَسَر=بسر السقاءَ،شرب من لبنه قبل أن يروب
فَ الترادف الجزئي ،يعني أن اللفظة ب تساوي اللفظة أ لكنها تزيد عليها أيضاً بمقدار كذا ، أو أنها تساويها من جهة كذا ، لكنها تختلف عنها أيضاً من جهة كذا .
مثال الترادف الكلي ،قوله تعالى (تطهرهم وتزكيهم بها) فَ الطهارة هي الزكاة،و الزكاة هي الطهارة .
قولهم (يوجد ترادف في القرآن) ، يعني أن القرآن كتاب تكرار عبثي ، يكرر نفس الألفاظ ، ويكرر نفس القصص و الأحداث بطريقة عبثية .
الذي يقول بالترادف مثلاً يقول بأن يوم الدين هو هو يوم التغابن هو هو يوم الحشر هو هو يوم القيامة هو هو الساعة هو هو الصاخة هو هو الطامة الكبرى هو هو يوم الجمع هو هو يوم الفصل هو هو القارعة هو هو يوم الزلزلة .
بالطبع هذا كلام عبثي ،بل الصواب أنه يوجد بعض الترادف ،لكن يوجد أيضاً عدم ترادف ،فيوم الحشر ليس هو يوم التغابن ليس هو القارعة ليس هو القيامة ليس هو الساعة .
فهذه الألفاظ قد تتساوى باعتبار ،لكنها تختلف أيضاً باعتبارات أخرى.
من المقدمات الفاسدة قولهم (يستشهد على تعابير القرآن بالمأثور من كلام العرب ،خصوصاً الشعر،و بالأخص الشعر الجاهلي)...أقول:
القرآن ليس شعراً من حيث البنية و الأسلوب ، وبالتالي لا يمكن الاستشهاد على بلاغة القرآن مثلاً من الأساليب الشعرية ،الشعر العربي الكلاسيكي مبني على التكلف و التصنع ،في الغالب، مجرد كلام موزون مقفى ، وليس هو تجربة يقاسيها الشاعر ثم يعبر عنها بألفاظٍ وبنىً جميلة .
الصواب أنه يستدل على بعض أساليب وبنى القرآن ببعض الأساليب النثرية ، وما يشببهها ، وليس كل أساليب القرآن ، وليس كل الأساليب النثرية.
كما يستدل على ألفاظ القرآن بما هو موجود في المعاجم المعتبرة للغة ، كما يُستدل على بعض ألفاظه من ألفاظ اللغات الآرامية و السريانية و العبرية و اليونانية،لوجود الكثير من الألفاظ في القرآن من أصل آرامي و سرياني و عبري ويوناني .
من المقدمات الفاسدة قولهم :
كل الكلمات المتفرعة من جذر لغوي واحد يحيط بها إطار واحد من الدلالات والمعنى ...مثل الجِنّ ،الجنة ،المجنون،جَنّ عليه الليل ،كلها من جذر لغوي واحد وهو جَنّ بمعنى ستر و أخفى...ومثل الزَّوَر ، الزُّور ،زَوَّر الطائرُ ،زَوَّر الشئَ،زَوِر صدره أي إعوج ، كلها من الجذر اللغوي زَوَر بمعنى مال .
هذه المقدمة الفاسدة يُرَدّ عليها بمثال (المشترك اللفظي)في المنطق ،مثال :
الليث=الأسد
الليث=نوع من العنكبوت
الليث= اللسِن،البليغ
كلمة واحدة جاءت بثلاث معانٍ لا رابط بينها ،اشتركت في نفس الجذر بل في نفس اللفظ ،ومع ذلك لا رابط بينها ،لا أرضية مشتركة تجمع بين المعاني الثلاث.
مثال آخر:
الغَرْب=ضد الشرق
الغَرْب=الفَرَس الكثير الجري
الغَرْب=عرق في العنق
الغَرْب=أول كل شئ
الغَرْب=الدلو الكبير
خذ مثلاً قول الشاعر :
يا ويح قلبي من دواعي الهوى إذا رحل الجيران عند الغُروب
أتبعهم طرفي و قد أزمعوا ودمع عيني كفيض الغُروب
كانوا وفيهم طفلة حرة تفتر عن مثل أقاحي الغُروب
الغروب في البيت الأول هو غروب الشمس
الغروب في البيت الثاني هو الدلو الممتلئ
الغروب في البيت الثالث هو الوهاد المنخفضة
وهكذا فَ المشترك اللفظي ينقض القول في اتحاد المعنى فيما كان من جذر لغوي واحد.
الصواب هو أننا ندخل في رحلة جدلية ،متأنية،حتى نعلم المراد ونضبط المعنى.
من المقدمات الفاسدة : معجزة الرقم 19 ،والفهم السطحي للعلاقات العددية في القرآن.
بالطبع القرآن مبني على معادلات رياضية ، لكن هذه المعادلات الرياضية ليست هي تلك العلاقات العددية الساذجة .بل إن هناك علاقات رياضية ممثلة بمعادلات رياضية تربط مكونات اللغة الواحدة ببعضها البعض ،بل تربط كل لغات العالم ببعضها البعض.
فَ كل لغات العالم وجدت مع بعضها البعض دفعة واحدة ، مرتبطة ببعضها البعض بمعادلات رياضية .لكن التطور البشري إلى الآن ،و في عصر الثورة المعلوماتية و ثورة الإتصالات ،لم يصل إلى المدى الذي يمَكّنه من إدراك المعادلات التي تربط كل لغات العالم ببعضها البعض.
في المستقبل القريب قد نتمكن من إدراك العلاقات الرياضية التي تربط القرآن ببعضه البعض ,وتربطه باللغة العربية ،وتربطه بباقي لغات العالم.
لمتابعتي ،يمكنكم قراءة مقالاتي في عرب تايمز .
أرجو ألا أكون قد أطلت . وشكراً.
No comments:
Post a Comment